ماذا فعلنا ، أنا وأنت ، من أجل القدس ؟ لا شىء ! اكتفينا بعد صلاة كل جمعة لما يزيد عن الأربعين عاما بالدعاء الذى ، أبداً ، لم يصحبه عمل .. ! نطلب من العلى القدير أن يدمر اليهود ومن شايعهم وأن يُرمِّل نسائهم ويُيَتم أبنائهم وأن يحرر الأقصى من دنسهم ورجسهم ، وأن يهزمهم ويقطع دابرهم وينصرنا عليهم نصرا مبينا مؤزرا ، كل ذلك بمعرفته سبحانه وعن طريق ملائكته المكرمين ! دون ان نطلب منه ، جل فى علاه ، مساعدتنا على فعل شىء من ذلك ! ناسين أنه ، تقدست ذاته ، لا ينصرن الا من ينصره ! اكتفينا لما يزيد عن الأربعين عاما بالجهاد صبَّاً لغضبنا على الأنظمة والحكومات العربية واتهامها بالتقاعس والتخاذل الذى يصل الى حد الخيانة ، ثم ماذا ؟ لا شىء ! لا هم تغيروا وتابوا وأنابوا .. ولا نحن أيضا ! .. وضاعت القدس أو هى أوشكت ! حرم يستباح بنعال غاشمة همجية تدنس بقعته المباركة ، بينما "القاآآآآآدة" وحملة اللواء "يهددون" بتعطيل المفاوضات مع العدو ! وكانها سلاح فتاك سيجعله يجثو على ركبتيه طلبا للرحمة ! وكأنهم صدقوا أنهم أنداد يملكون قرارهم وكلمتهم بعد ان ألقوا السلاح !! ناسين أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وأن المفاوضات لا معنى لها ما لم تكن تحقق مصلحة أو تدفع ضررا لأى من أطرافها يجعله الأحرص عليها ! وأن كل ثورات التحرير على مستوى العالم نجحت فى تحقيق اهدافها وانتزاع حرية شعوبها عندما فاوضت من وضع المقاومة وبذراعها .. فالمحتل هو المحتل فى أى مكان أو زمان .. غاشم لا يفهم الا لغة القوة , تلك اللغة التى لا يتقنها الا المتجرد للقضية ، لا الباحث عن الرئاسة أو الخلافة أو امارة المؤمنين ! اذاً ماذا نفعل ، أنا وأنت ، من أجل القدس ؟ ليس مطلوبا منا حمل السلاح ! ولا الثورة ! ولا المظاهرات ! ولا حتى التبرع بالأموال ! وانما فقط أن نملك ارادتنا وقرارنا بعيدا عن حكامنا وحساباتهم وتوازناتهم التى أضاعت القضية .. أن نتخلى عن سلبيتنا .. أن نُعْرَب كفاعل ولو لمرة واحدة فى حياتنا .. وأن لا نضحك من شر البلية ! أنا وأنت نملك سلاحا رهيبا لا يمنعه بطش أو طغيان .. سلاحا ليس بأضعف الايمان .. نملك المقاطعة .. ويالها من سلاح لو أحسنا حمله وجعلنا الله تعالى ثم ضمائرنا رقيبا علينا فى استخدامه .. ليس مقاطعة البرابرة الصهاينة فقط .. وانما مقاطعة رأس الأفعى .. أمريكا والغرب وبضائعهم .. فهم أصل الداء وموطن البلاء .. دعك من "القاآآآآآدة" وأصحاب الفخامة والجلالة والتياج .. فلم يعد فيهم من يحسنون حتى الاحتجاج .. تخلى عن الشطيرة واللحم الردىء والمسحوق والمشروب وشرائح الدجاج .. ازرع فى ولدك الكرامة .. علمه أن اليد المخضبة بدماء اخوته لن تمنحه أملا أو سلامة .. وأن تقبيلها لن يجلب عليه الا الخزى والندامة .. علمه أن قاوم ولدى وان اجتمعت عليك ذئابها من كل صوب أو حدب ! قاطع ولدى ولا تحملن خلفك عار العرب ! ضمير مستتر : مزق خصومك بالأظافر لا الخطابْ فإذا فقدت الظفر مزقهم بناب و إذا دعيت إلى السلام مع الذئاب فارفض فما طعم الحياة بلا ضراب