. يزداد التنافس الانتخابي حدة مع اقتراب تاريخ انتخاب الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال في 23 سبتمبر 2012 بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات، وغير أن السباق نحو الأمانة العامة لحزب الاستقلال، صار يمثل الشجرة التي تخفي غابة من الطموحات الفردية لحيازة مقعد في اللجنة التنفيذية للحزب. وفي هذا الصدد يشرع الاستقلاليون في الاصطفاف في أجنحة وتيارات للتسابق على الظفر بعضوية اللجنة التنفيذية للحزب، وهو ما لا يجعل الاصطفاف محصورا على صفي المؤيدين لحميد شباط أو لعبد الواحد الفاسي، امحمد الخليفة، بل سيتمد إلى تدبير الطموحات الشخصية الكثيرة في تيارات عدة داخل التبار الواحد. وقبيل احتواء طموحات الأمانة العامة للحزب، فإن سباقا محموما نحو عضوية اللجنة التنفيذية قد انطلقا مستعيرا، بعد منح محمد ولد الرشيد (الابن) تزكية المجلس الجهوي للشبيبة الاستقلالية بجهة الساقية الحمراء وواد الذهب ضمن لائحة الشباب. وتقول مصادر جيدة الاطلاع بأن ترشيح ولد الرشيد (الابن) يأتي في إطار صفقة سياسية مع مرشح الأمانة العامة حميد شباط، في حين ذهب رأي آخر إلى التأكيد بأن الدعم القوي الذي أحرزه ولد الرشيد يبقى مرهونا باعتبارات مذهبية لحزب الاستقلال، تتوخى الريادة الدائمة للحزب داخل الأقاليم الجنوبية. وأن هذا المسعى هو الآخر مرهون بالإبقاء على حظوظ حمد ولد الرشيد قوية في سباق الكبار نحو اللجنة التنفيذية ودخول ابنه معترك التنافس لإحراز ذات المقعد عبر كوطا الشباب. ولقد حسم بيان المجلس الجهوي للشبيبة الاستقلالية بالصحراء مسألة ترشح محمد ولد الرشيد عبر كوطا الشباب، ودعمه لتحقيق الهدف، ولذلك تمت صياغة ذات البيان بلهجة شديدة، تحذر من مغبة التعاطي مع ترشيحه بالتعامل "السياسوي"، الذي يسعى إلى "خلق شرعية مدنية للنيل من المشروعية الانتخابية لحزب الاستقلال في الأقاليم الجنوبية"، وفي ذلك إشارة دالة من الشبيبة لدعمها اللا مشروط لمحمد ولد الرشيد، المحسوب على جناح حميد شباط. وإضافة إلى ذلك فإن عدة مصادر استقلالية تعتبر أن ولد الرشيد (الابن) يراهن عليه الجميع وخاصة مناضلي جهة الصحراء لقوة نفوذه، إذ فازت لائحته برمز الميزان في انتخابات مجلس المستشارين لسنة 2009 بمقعدين، وهو ما يزيد من حظوظه في النجاح، فضلا على أنه يمثل أبرز الوجوه الشابة التي لها "كاريزما سياسية" يمكنها أن تقود نقاشا سياسيا حقيقيا داخل الصحراء، سواء على مستوى المجالس المنتخبة أو مجلس الجهة. كما يعتبر مناضلو الشبيبة الاستقلالية لجهة الصحراء أن تزكيتهم لمحمد ولد الرشيد، ستعزز التمثيلية الحزبية للأقاليم الجنوبية داخل حزب الاستقلال، وفي ذلك دعم للامتدادات الحزب بهذه الأقاليم، وكذا لدعم الحراك الشبابي في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في أفق الإبقاء على عرى التواصل القائمة مع شباب جهة الصحراء.