في إطار سياسة الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني الرامية إلى الانفتاح على الثقافة الأمازيغية و ربط جسور التواصل مع مختلف المناطق الأمازيغية بالمغرب، و كذلك الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة من خلال التصدي لمحاولات الاختراق الصهيوني للمكون الأمازيغي، قامت الجمعية برحلة استكشافية لمناطق الأطلس المتوسط و المناطق المتواجدة بالجنوب الشرقي للمغرب إضافة لمشاركتها في تأسيس رابطة إيمازيغن من أجل فلسطين بتنغير و ذلك من 6 إلى 9 يوليوز 2012. انطلقت رحلة أعضاء الجمعية يوم 6 يوليوز 2012 من مدينة الحسيمة إلى تازة، ثم إلى مكناس حيث تم اللقاء بمناضلين من مناطق الجنوب الشرقي للمغرب رفقة السيد أحمد المرابط رفيق الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بالقاهرة. بعد ذلك توجه الوفد إلى مدينة تنغير مرورا بمدن الحاجب، أزرو، ميدلت، الريش، الراشيدية، گلميمة، تينجداد وصولا لتنغير يوم 7 يوليوز حيث كان الموعد مع مهرجان تأسيس رابطة إيمازيغن من أجل فلسطين. وقد حضر هذا المهرجان مجموعة من المناضلين الامازيغين من تيارات وتوجهات فكرية، وسياسية مختلفة، كما حضره نواب برلمانيين، ومستشارين جماعيين، وفاعلين نقابيين وجمعويين، كما حضر فيه مناضلين من الريف، وسوس، وافوس، وبوذنيب... ومناطق أخرى، وعرف هذا الحفل فقرات متميزة، ركزت على استنهاض الذاكرة الجماعية، وإعادة قراءة تاريخ الأمازيغ، والروابط التاريخية بينهم وبين الشعب الفلسطيني. وفي هذا الإطار أكد السيد أحمد المرابط أحد مرافقي الأمير مولاي امحند بن عبد الكريم الخطابي، على الارتباط الوجداني للأمير بالقضية الفلسطينية، وكذا إسهامه من منفاه بالقاهرة في خدمة هذه القضية الوطنية، وقال إن الأمازيغ الأحرار لا يقبلون بالتطبيع وبأي علاقة مع الكيان الغاصب، كما أكد عبد الله المالكي أحد المناضلين الأفذاذ من أبناء تنغير، الذين كان لهم شرف القتال ومواجهة الصهيونية في الخطوط الأمامية في وادي الأردن، والجولان السوري، وحكى عن رفاقه من شباب تنغير الذين استشهدوا، والذين قاتلوا في الجبهات، وأضاف المالكي أن التطبيع حرام على أمة الأمازيغ، حرام على أمة العرب، حرام على أمة الإسلام. وربطا لهذا الماضي المجيد بالحاضر، ركز شريف أدرداك من شبان الريف و رئيس الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني، أن قدوتنا في مناصرة هذه القضية هم هؤلاء الرجال الأمازيغ الأقحاح كأمثال مولاي أمحند بن عبد الكريم الخطابي، وهؤلاء الرجال من أبناء تنغير الذين واجهوا الصهيونية واسترخصوا أنفسهم دفاعا عن قضية عادلة، وأضاف الشريف أنه لا يمكن أن نقبل أن تستغل الأمازيغية من أجل خدمة هذه الحركة الصهيونية العنصرية، كما طالب بإسقاط الجنسية المغربية عن الصهاينة الذين يحتلون أرض فلسطين لأن المغربي الحر لا يحتل أرض الغير. وبعد هذه الشهادات التاريخية تم قراءة الأرضية التأسيسية للرابطة، وإعلان تنغير من أجل فلسطين والقدس، وتم القيام بتكريم رمزي للمناضلين الرمزيين عبد الله المالكي وأحمد المرابط، وليختتم الحفل بعرض شريط "الأقصى يسكن الأقصى" لمخرجه عبد الرحمان لعوان ابن منطقة الراشيدية. يوم الأحد 8 يوليوز2012، قام أعضاء الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني رفقة أعضاء رابطة إيمازيغن من أجل فلسطين بزيارة لمنزل والدة الشهيد مصطفى قزيبر شهيد الجنوب الشرقي على ثرى فلسطين، قبل ان يعرجوا على قبره بأرفود للترحم عليه. ليشد بعد ذلك أعضاء الجمعية الرحال إلى الريف مودعين إخوانهم أمازيغ الجنوب الشرقي الذين أبانوا عن مدى حبهم لأهل الريف و مدى كرم ضيافتهم.