عبدالاله بوسحابة / كم كانت الصدمة قوية و المنتخب المغربي بأسماءه الرنانة يعجز على تخطي عتبة منتخب صغير و مغمور بحجم غامبيا . نتيجة ربما ستنسينا كل تلك الفرحة الاستثنائية التي عشناها معا بعد الفوز على الجارة الجزائر برباعية نظيفة قبل شهور مضت , سمحت للعديد من المحللين و العارفين بشؤون الكرة أن يغرقوا الشعب المغربي في بحر أحلامهم التي تلاشت مع أول اختبار حقيقي استيقظنا من خلاله على هول كارثة كروية غير مسبوقة , كشفت لنا بحق الفشل الدريع للقائمين على تسيير شؤون الكرة في هذا البلد ذي التاريخ الكروي العريق , و مع أن المثل المغربي يقول أن ( البكاء مورا الميت خسارة ) إلا أننا مضطرين أن نقف وقفة تأمل في استرجاع لكل السيناريوهات التي سبقت تعاقد الجامعة المحترمة مع البلجيكي اريك غريتس و ما واكبها من حراك تفاعل معه الشعب المغربي برمته , بل و استنكره الجميع بعدما علموا أن هذا الرجل سيغترف من أموال الشعب ما يزيد عن ( 250 مليون سنتيم ) شهريا , بصرف النظر عن المسكن و السيارة و الهاتف و مصاريف التنقل و هلم جرى ...و بغض النظر عن طاقمه التقني الذي هو الآخر سيكلفنا الشيء الكثير ؟ و مع ذلك تعايش الجميع مع الوضع الذي فرضه مكتب السيد على الفاسي الفهري الجامعي ضدا عن إرادة الشعب الذي طالب بعودة الزاكي بإلحاح تام , هذا الأخير الذي حقق براتب شهري لا يتجاوز ( 10 ملايين سنتيم ) ما عجز عن تحقيقه العجوز البلجيكي بميزانية وازت ما حصل عليه بطل بطولتنا الاحترافية خلال موسم شاق و طويل باكمله , و النتيجة في الأخير لا شيء , عودة الأسود بخفي حنين , مندحرين مخذولين و مطأطئي الرؤوس , هنا فقط ايقنت ان العجوز ظل الطريق و لم يعد يعي ما يفعل , اصبح تائها بين الخطط التكتيكية التي فشلت جلها في بلوغ الهدف , طرد لاعبين ...جلب آخرين ...محترفين ...محليين , جرب جميع الوصفات و المقادير , لا شيء يذكر , دائما نفس النتيجة , و كأن الله تعالى يريد ان يذله و من يذل من كان حيلة و سببا في جلبه , لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد هو : من سيحاسب من فيما آل إليه مصير المنتخب المغربي ؟ و ما مصير تلك الأموال التي بددت هباء منثورا من دون أي نتيجة تذكر ؟ و هل لعلي الفاسي الفهري و ( رباعتو ) , ممن خططوا للتعاقد مع غريتس من الجرأة ما يسمح لهم بالاعتراف بفشلهم في تسيير شؤون الكرة ؟ و هل سيعرضون للمساءلة القانونية بعدما تحملوا مسؤوليتهم الكاملة في هذه الصفقة ضدا عن إرادة الشعب الذي رفض بشدة هذا التعاقد ؟ أم أن الأمر سيمر كالمعتاد مرور الكرام و ( الله يسامح على اللي فات ) ؟ كلها أسئلة حيرتني , و لم أجد لها جوابا شافيا , غير أن لي قناعة تامة بان الأمور في الجامعة أنيطت لغير أهلها , لذا فلا عجب أن ننتظر شيئا آخر غير هذه المهزلة التي شارك فيها الجميع , كل من موقعه , الشعب الذي تقبل الوضع باستسلام تام و كأن الأمر يهم فقط سبعة أشخاص في الجامعة يمارسون الوصاية على شعب بأكمله , ثم الصحافة التي هللت بقدوم هذا الرجل و كأن له عصى سليمان السحرية التي ستمكننا من الفوز بكأس العالم ...؟ و حتى لا يمر الحدث مرور الكرام فإننا نفتح قوسا عريضا مطالبين بفتح تحقيق بخصوص هذا الانتحار الكروي الغير مسبوق , و على من ورطونا في هذه المهزلة أن يتحملوا مسؤوليتهم الكاملة , و هنا الرسالة موجهة بالخصوص و على وجه الاستعجال إلى السيد عبدالاله بنكيران باعتباره رئيسا للحكومة من اجل البث في القضية و محاسبة من تسببوا في إهدار أموال الشعب في صفقات حكم عليها بالفشل منذ البداية , فماذا كان سيقع لو أننا لم نتعاقد مع غريتس ؟ على العاقل كان من الممكن أن نتفادى هزائم قاسية مثل هذه , و نوفر بذلك كل تلك المصاريف الباهضة التي كان من الممكن استثمارها في أشياء تعود بالنفع على البلاد و العباد , و نتجنب بذلك كل تلك الأحلام الوردية التي تحولت إلى كوابيس , فكم صرفت إذن جامعتنا المحترمة من أموال الشعب نظير هذه الكوابيس المرعبة ؟؟؟