قال وزير العدل التونسي نور الدين البحيري اليوم الثلاثاء إن تونس سترحل البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا في عهد العقيد الراحل معمر القذافي إلى السلطات الليبية وإن التسليم قد يجري بعد أيام أو أسابيع. وأضاف البحيري -في مقابلة مع رويترز- أن الحكومة قررت تسليم المحمودي وأن ما بقي هو بعض الأمور التنظيمية، مشيرا إلى أن ليبيا تعهدت بمحاكمته محاكمة عادلة. من ناحيته صرح نجيب الغربي المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة الإسلامية (أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم) بأنه "لم يبق إلا التنسيق مع الطرف الليبي حول توقيت وإجراءات التسليم". وبحسب القانون التونسي فإن قرار التسليم لا يمكن أن يصبح نافذا إلا إذا وقعه الرئيس التونسي منصف المرزوقي. وأوضح مصدر في القصر الرئاسي أن الرئيس لم يوقع مرسوم التسليم. ويخوض المحمودي منذ أمس إضرابا عن الطعام احتجاجا على استمرار سجنه. ي المقابل قال محامي المحمودي، مبروك كرشيد إن "هذا عار على حقوق الإنسان في تونس وعلى الثورة التونسية ويطالب محامو المحمودي بإطلاق سراحه وعدم ترحيله إلى ليبيا معتبرين أن حياته مهددة هناك بسبب الأوضاع الأمنية. وأسقطت محكمة تونسية في فبراير/ شباط اتهاما للمحمودي بدخول البلاد بشكل غير مشروع، إلا أنه ظل محتجزا منذ العام الماضي في انتظار قرار بخصوص ترحيله إلى ليبيا. وتم توقيف المحمودي آخر رئيس وزراء في نظام القذافي في سبتمبر/أيلول 2011 في تونس عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر المجاورة على متن سيارة رباعية الدفع. ووجهت ليبيا طلبين رسميين إلى تونس بتسليم المحمودي لإحالته إلى القضاء الليبي. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في يناير/كانون الثاني الماضي في طرابلس إنه لن يسلم المحمودي إلا إذا توفرت له ظروف "محاكمة عادلة" في ليبيا. وأعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي الخميس الماضي -في مؤتمر صحفي مشترك بتونس مع نظيره الليبي عبد الرحيم الكيب- أن تونس " لن تكون ملجأ لمن يهدد أمن ليبيا". وتتهم طرابلس المحمودي بالفساد المالي في عهد القذافي والقتل و"التحريض على اغتصاب نساء ليبيات أثناء الانتفاضة الشعبية في فبراير/شباط 2011". مصير السنوسيفي سياق ذي صلة أحالت السلطات الموريتانية أمس مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي إلى القضاء بعد انقضاء مدة الحجز التحفظي التي كان يخضع لها منذ اعتقاله منتصف مارس/ آذار الماضي إثر محاولته دخول التراب الموريتاني بجواز سفر مزور. وقال مصدر قضائي للجزيرة نت إن النيابة الموريتانية وجهت تهمة دخول البلاد بوثائق مزورة إلى السنوسي وأحالته إلى السجن المركزي في العاصمة نواكشوط. وقد أكد الناطق باسم الحكومة الليبية ناصر المانع في وقت سابق أن ليبيا مصرة على تسلم السنوسي وأنها تجري مفاوضات في هذا السياق مع الحكومتين الموريتانية والفرنسية. لكن الحكومة الموريتانية نفت أن تكون قد تعهدت بتسليم السنوسي لأي طرف. ويتهم السنوسي من قبل القضاء الليبي بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم كثيرة من بينها جرائم ذات طبيعة جماعية، من أبرزها مجزرة سجن أبوسليم الذي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين ووجهت أصابع الاتهام فيها إلى السنوسي.