أعلن سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور غضنفر ركن أبادي أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بضرب المفاعلات النووية الإيرانية ما هي إلا كلام لأن من يريد القيام بشيء لا يبوح به جهراً وعلانية وأنه سبق لرئيس الولاياتالمتحدة الاميركية الأسبق جورج بوش الابن أن استعمل السياسة نفسها بالتهويل والتهديد بشن حرب على إيران لكنه لم يتجرأ على القيام بذلك، وأكد أبادي بالمقابل أن بلاده لن تقصّر في الرد على أيّ عملٍ عسكري قد يقوم به الكيان الصهيوني وأن هناك إحد عشر ألف صاروخ موجه إلى أهداف محددة، وأن إيران لن تتوانى عن ضرب كافة المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة والعالم، إذا هاجموا المنشآت الإيرانية. جاء تصريح السفير الإيراني د. آبادي هذا في معرض ردّه على أسئلة المشاركين في الندوة التي أقيمت بدعوة من مؤسسة الإمام الحكيم وفي إطار نشاطات منتدى الأربعاء، تحت عنوان "قراءة في دور إيران المستقبلي في المنطقة"، التي تحدث فيها سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور غضنفر ركن أبادي بحضور سعادة سفير دولة السودان في لبنان الأستاذ ادريس سليمان، السكريتير الثاني في سفارة جمهورية مصر العربية في لبنان الأستاذ محمد ممدوح، الملحق التجاري في السفارة العراقية السيدة بشرى عبد الرضا، معاون الملحق الثقافي في السفارة العراقية د. أحلام شهيد الباهلي، فضيلة المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين، الشيخ دانييل عبد الخالق ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، سيادة المطران ميخائيل الأبرص، الأستاذ منير حمزة المستشار في البنك الدولي، معالي الوزير السابق د. عصام نعمان وحشد من الشخصيات الثقافية اللبنانية والإعلامية والأكاديمية. قدّم اللقاء وأداره المحامي الأستاذ بلال الحسيني الذي قام بسرد تاريخي لأهم المحطات التي مرت بها الجمهورية الإسلامية منذ الحضارات القديمة مروراً بالإمبراطورية الفارسية وما قدمته من تطور وحداثة في شتى العلوم، وصولاً إلى حكم الشاه محمد رضا بهلوي وسقوطه أمام الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وانطلاق إيران كنموذج حضاري للثورة الإسلامية في العالم.. بعدها تقدّم معالي السفير الدكتور غضنفر ركن آبادي بالشكر من مؤسسة الامام الحكيم التي أتاحت له الفرصة للقاء الأحبة والتباحث معهم حول "دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستقبلي" وأشار إلى أن الثورة الإسلامية الإيرانية ما كانت لتنتصر لولا قيادتها العلمائية الربانية بقيادة محقق حلم الأنبياء الإمام الخميني الذي كان رحمة على المؤمنين ونقمة على الكافرين والمنافقين. واعتبر أن الثورة الإسلامية كانت بمثابة زلزال هزّ عروش الطغاة الذين تداعوا من كل حدب وصوب لإسقاط هذه النهضة المباركة للشعب الإيراني محاولين تشويه صورتها التي تحمل رسالة الخلاص للشعوب لتنهض بوعي من أجل حريتها واستقلالها حيث جوبهت بسلسلة من الدعايات الإعلامية المغرضة بهدف عزلها عن محيطها العربي والإسلامي وسعي الاستكبار العالمي وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الأميركية لإسقاط الثورة الإسلامية فشن عليها حرباً قاسية حيث لم ينجح بتحقيق أهدافه فاعتمد سياسة الحصار السياسي والاقتصادي والتجاري والعلمي، ولم يكتف بذلك بل شنَّ عبر النظام العراقي البائد حرباً دولية ضروساً استمرت ثماني سنوات انهكت الشعبين الإيراني والعراقي مخلفة مئات الآلاف من الشهداء والضحايا والجرحى والمعوقين وخسائر بمليارات الدولارات دون أن يخبو أو يضعف المدّ الإسلامي المحمدي الأصيل للثورة الإسلامية. وخلص السفير د. ركن آبادي إلى أن الجمهورية الإسلامية اعتمدت خطوات عملية بعد انتصار الثورة من خلال استنهاض الشعوب كل الشعوب التي تعمل لمستقبل واعد بالحرية والديمقراطية والاستقلال لأن منطلقات السياسة الإيرانية ليست قائمة من منطلق قومي أو وطني بل من منطلقات إسلامية قرآنية تراعي المصلحة القومية التي لا تتعارض مع الإسلام، ومن خلال الدفاع عن حقوق المسلمين والمستضعفين حيث جاء في الدستور الإيراني تحت عنوان " السياسة الخارجية" في عدة مواد أن تقوم السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس الامتناع عن أي نوع من أنواع التسلط أو الخضوع له والمحافظة على الاستقلال الكامل ووحدة أراضي البلاد والدفاع عن حقوق المسلمين وعدم الانحياز مقابل القوى المتسلطة، كما وتعتبر الجمهورية الاسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة العدل حقاً لجميع الناس في أرجاء العالم، أيضاً من خلال دعم المقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني ولا سيما المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية التي أثمرت هذه المقاومات الشريفة لشعوب المنطقة هزيمة للمشروع الاميركي – الصهيوني، فانتصرت المقاومة اللبنانية في أيار عام 2000، وفي تموز عام 2006، وفشل العدو الصهيوني في سحق المقاومة العظيمة للشعب الفلسطيني رغم الحصار والحرب الدولية عليه، والمقاومة العراقية الأبية التي حققت بدورها الهزيمة للمحتل الأميركي الذي خرج مرغماً من أرض الرافدين. وأكد. ركن آبادي على موقف بلاده بعد انتصار الثورة عام 1979 الداعم لمطالب الشعوب المحقة والمستضعفة في العالم كافة، رغم وقوف العالم ضدها وذلك بسبب سياستها الخارجية الداعمة لحركات المقاومة والتحرر والثورات المطالبة بالحرية والاستقلال. وبعد إلقاء كلمته، دار حوار بين المحاضر والحضور وقدّمت عدة مداخلات وتساؤلات..