اتخذت الأطر العليا المعطلة من الأسبوع الأخير من شهر يناير والذي يلي جنازة الشهيد زيدون عبد الوهاب أسبوع َحدادٍ على وفاته. زيدون عبد الوهاب الذي انضاف إلى قائمة شهداء قضية المعطل، حاملة في مقدمة كل تظاهراتها في هذا الأسبوع وبشكل يومي نعشا رمزيا تخليدا وتكريما لشهيد المعطلين من حاملي الشواهد العليا. تلك المأساة التي تتبعناها في ذلك الشريط المصور الذي شاهدناه على مختلف القنوات العالمية والدولية إلاّ القنوات الوطنية وكذلك على رأس أكبر الجرائد الدولية والوطنية من الصحافة المستقلة التي تساند "حياديا" قضية المعطل من أجل حقه في الشغل العيش الكريم. ورفعت تنسيقيات الأطر العليا المعطلة في تنسيق ميداني، ممثلة في تنسيقية الكفاح والمرسوم ومجموعة طريق النصر، إضافة إلى مجموعة الإدماج الفوري للأطر العليا المعطلة وبتضامن مع مجموعة الموجزين لافتات منددة بالحادثة الأليمة مطالبين بضرورة انجاز تحقيق محايد في الأسباب المباشرة للحادثة ومحاكمة المسؤولين عن المحرقة، واتجهوا صوب معتصَم ملحقة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، متضامنين مع المعتصمين من المقصيين من تفعيل المرسوم الوزاري في "مؤامرة" محضر 20 يوليوز والتي لعبت فيها الأجندة "الحزبوية" الدور الأكبر في عملية الإدماج والإقصاء خصوصا قبيل الحملة الانتخابية في عهد الدستور الجديد. وتجدر الإشارة أن أطوار الحادثة الأليمة تعود إلى يوم الأربعاء الموافق ل18.يناير2012 بمعتَصَم ملحقة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، عندما تطوع الشهيد زيدون عبد الوهاب على رأس خمسة أطر متطوعةً لفك الحصار على مجموعة المقصيين بمحضر 20 يوليوز بعد 14 يوما من الحصار وذلك بعد نفاذ الماء والطعام وبداية انهيار الأطر على مستوى الإرهاق البدني. وقد كان للأقدار كلمتها الأخيرة، فالشهيد الذي قفز في اتجاه الخبز راميا بكمية من المحجوز إلى رفاق المعتصَم، فقدَ حياته بعدما نفّذ أحد المتطوعين التهديد بعد تدخل قوات القمع بهمجية لثني الأطر عن الحصول على المحجوز من الخبز والطعام الذي يمدهم إياه بين الفينة والأخرى معطلون من مجموعات المعطلين المتضامنين في محاولة لدعمهم أمام الحصار المحكم وراء أسوار الملحقة. ونظرا لهول الصدمة المباغتة نسي المتطوع (من أجل مد رفاق المعتصَم بكميات الطعام المحتجزة) أنه بدوره سكب على جسده النحيف كميات من البنزين فانتقلت شرارة اللهب بسرعة الرمش لتلتهب في جسده مخلفة حروقا من الدرجة الثالثة استوجبت ضرورة نقله إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء، لكن الأقدار والحالة الحرجة للشهيد كانت أقوى من كل المتمنيات من أجل بقاء زيدون عبد الوهاب على قيد الحياة وعودته إلى الأهل والأصدقاء. بينما سقط أربعة جرحى بحروق متفاوتة الخطورة كان أحرجها حالة الإطار محمود الهواس الذي تطوع بدوره لمد المعتصمِين بمحجوزات الطعام، حالته الحرجة التي استدعت ضرورة نقاه على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء والذي نتمنى له بدورنا الشفاء العاجل بحول الله. محمد بوعلام عصامي عن اللجنة الإعلامية لتنسيقية الأطر العليا المعطلة تنسيقية الكفاح، تنسيقية المرسوم ومجموعة طريق النصر.