"السعيدية" مدينة رسخت أقدامها على سلم السياحة المغربية منافسة بذلك كبرى مدن المملكة و العالم بعدما صارت قبلة السياح المفضلة و مركز الاصطياف بامتياز.عرفت مدينة السعيدية شهرة خاصة خلال السنوات الأخيرة كمنطقة سياحية تطل على الواجهة البحرية الأطلسية ، تبعا لمؤهلاتها المميزة التي خولت لها إثارة إقبال الاستثمارات الأجنبية و الشركات الكبرى التي ارتأت إنشاء كبرى القرى السياحية و المنتجعات و المطاعم و الفنادق على أعلى المستويات بهذه المدينة التي صارت تخطو بخطى ثابتة في طريق العالمية لتصبح بذلك كغيرها من المدن ذات الإشعاع العالمي ، خاصة و أن نسبة توافد السياح على الجوهرة الزرقاء بات في تزايد مستمر إذ تسجل أعداد جديدة سنويا من السياح الداخليين و الخارجيين الذي يفضلون قضاء فترات استجمام و استمتاع بين أحضان رمال ذهبية و شاطئ نظيف و بجودة عالية . الميناء الترفيهي .. قفزة كبرى نحو الأمام كان لمشروع الميناء الترفيهي دور كبير في تعزيز النشاط السياحي بالمدينة ، خاصة و أن هذا الأخير جاء موافيا لرغبات الشباب و شريحة هامة من ساكنة الجهة الشرقية التي كانت تفتقد لمثل هذه المشاريع الضخمة ، إذ أن مدينةالسعيدية المنتمية للجهة الشرقية ، كان لها دور لا يمكن إنكاره في إكساب الجهة بريقا خاص و شهرة مميزة كانت غائبة لعقود خلت عن الجهة ، خاصة بعد غلق الحدود بين دولتي المغرب و الجزائر مما جعل الجهة المنزوية و بعيدة عن الانفتاح عن العوالم الجديدة ، إلى أن صارت مدينة الاصطياف تستقطب آلاف الزوار يوميا من محبي التمتع بالخدمات المميزة.فالمدينة تتوفر على مرافق خدماتية على مستوى عالي من الجودة بما في ذلك القرى السياحية التي باتت تنتشر على طول الشريط السياحي ، ممتدة على مساحات هامة من الأراضي الغابوية التي تم استبدالها بمراكز استثمارية من الطراز الرفيع ، بحضور أضخم الفنادق التي توافق المعايير العالمية بأثمان قد تبدو في بعض الأحيان خيالية و مطاعم تتنوع خدماتها بتنوع الفئات الوافدة عليها ، كل حسب قدرته الشرائية . جو مراكشي مفعم بالحياة"السعيدية" مدينة سياحية حبلى بمفاتن البحر الأبيض المتوسط و مغريات المحطات السياحية العالمية خاصة بالليل حيث تتوج المدينة بمجموعة من الأنشطة الترفيهية و"الحلقات" على طول الشارع الموازي ل "الكورنيش" الذي يحتضن مختلف محبي الهدوء و الاستمتاع بتعاقب الأمواج على نحو إيقاع الحركة الدؤوبة التي تلف المكان ، بحضور أنغام موسيقية قائمة باستمرار المهرجانات و الحفلات ، إلى جانب مدينة ملاهي متكاملة بألعاب شعبية تثير اهتمام المصطافين و أعضاء المخيمات و بالخصوص السياح الأجانب الذين يبحثون عن الأصالة الممزوجة بالمعاصرة . مدينة السعيدية رغم جمالها و كثرة مفاتنها إلا أنها تبدو غالية بعض الشيء للسكان ذوي القدرات المادية بحكم غلاء كل شيء ابتدءا من مواقف السيارات و مرورا بالشقق و المنازل المعروضة للكراء و انتهاءا بالمواد الغذائية التي تفوق بكثير التسعيرة العادية بسائر المدن المغربية الأخرى و يعزى ذلك حسب ما يتداول من روايات إلى وجود"لوبيات" تتحكم بالمدينة فتسيرها حسب أجندات خاصة و تفرض على الباعة أثمنة معينة ، إلى جانب سماسرة الكراء الذين يتصيدون الفرص فيفرضون مبالغ مالية جديرة بالوقوف عند قيمتها على المصطافين مقابل قضاء مدة معينة بغرفة أو منزل كامل ، مادام قضاء فترة تصييف بفندق 5 أو 6 نجوم أمرا يستحيل على الموظف الحكومي البسيط أو غيره من ذوي الدخل المحدود. في انتظار أن تصبح الجوهرة الزرقاء القبلة المحبذة من لدن مجموعة من الفئات السكانية بعدما صارت المدينة تتوفر على كافة احتياجات المصطافين و تستقطب سنويا استثمارات أجنبية جديدة رغم أنهم يستفيدون من المدينة و يشتغلون خيراتها و مواردها المتنوعة لتحقيق الربح المادي و لإنعاش مشاريعهم الخاصة على حساب أراضي المدينة الغابوية و مصادرها لم يكن لها أن تعرف كل ذلك التألق و الانتشار لولا المشاريع الضخمة التي تم تشييدها على تراب جزء من الجهة الشرقية التي تختلج ثروات متنوعة و مقومات خاصة تتطلب فقط التفاتة و طاقات قادرة على تفجير ما استتر بباطن الجهة لعقود و تقديم صورة أحسن عن الجهة الحدودية التي لعبت سابقا دور المركز الاقتصادي الأقوى على صعيد المملكة في كنف المبادلات التجارية و العلاقات الاقتصادية المتينة التي كانت تربط الشعبين الشقيقين و جمعت بين دولتي المغرب و الجزائر.