1 هل سيقبلون بمصر القوية ؟ من المفترض أن فرائص أمريكا وربيبتها اللقيطة ترتعد الآن من سيناريو مستقبل مصر الجديدة، أتحدث بالطبع عن "ما نأمله" من بعث ديمقراطية حقيقية تعبر عن رأى أغلبية فئات الشعب التى فتحت لها الأحداث الأخيرة المجال وشجعتها على التصويت فى صندوق الإنتخابات، خاصة أصحاب الشرائح العمرية الأصغر سناً، 18 الى 30 عاماً، الذين أدركوا أن لهم ثِقلاً حقيقياً مؤثراً بإمكانه التغيير وفرض الإرادة بعيداً عن عضويات الأحزاب الرسمية، والذين أتوقع أنهم سيكونون هم أصحاب القرار فى المرحلة القادمة، حتى مع قلة خبراتهم السياسية التى تسبب فيها النظام "شبه" البائد بمعاونة أحزاب مدينة البط التى صنعها لتدور فى فلكه ولتحسن من صورته أمام العالم. واذا اتفقنا أن غالبية شرائح هذا الشعب الطيب تتعارض إرادتها بكل تأكيد مع رغبات ذلك الثنائى الكئيب ومصالحه، وأن تفعيل تلك الإرادة يعنى ببساطة خروج الدولة المصرية من السلة الأمريكية وربما الى الأبد، فسيقودنا ذلك لطرح علامات استفهام كثيرة، نحاول من خلالها تصور سيناريو المشهد المصرى المرتقب كما يُعدّْ له أو كما يريدون أن يكون، حتى يمكننا إستيعاب ما يدبر لنا وتوحيد الصفوف لمواجهته، بدلاً من حالة الأنا والتشرذم والعدوانية التى كادت أن تمحو طبائع أصيلة ميزت هذا الشعب على مدى تاريخه الطويل. فهل حقيقة أن "الفيل أو الحمار" الأمريكى أو كيانهما اللقيط، يرغب أحدهم جدياً فى إحترام رغبة الشعب المصرى وقبل بسقوط مبارك وقطع الطريق على إمتداده سواء بالتوريث أو بنفس شخوص وآليات نظامه ؟ وبالتالى سيقبل بنظام مصرى ديمقراطى حر مأمول، يصنع رئيساً وبرلماناً وحكومة وطنية، يأتى ثلاثتهم برغبة الشعب وإرادته ؟ هل سيتقبل ذلك الثنائى الكئيب قرار الإدارة المصرية، طالما أتى بها الشعب لتعبر عن إرادته، إن رأت ضرورة مراجعة اتفاقية كامب ديفيد أو تعديلها وربما الغائها، أو نشر قواته المسلحة لحماية ترابه فى سيناء، أو منع التسهيلات وإمدادات الغاز للعدو، أو التخلى عن دور العرَّاب لما يسمى بعملية السلام، وغير ذلك الذى ستحمله رغبات الكثافة التصويتية فى صناديق الإنتخاب مما يتعارض مع مصالهحم ؟ هل سيسمح ذلك الثنائى الكئيب أن تضطلع مصر بدورها التاريخى الحقيقى، وأن تدعم بطريقة كريمة وبكل ثقلها قضيتها الفلسطينية التى غفلت عنها وتركتها طويلاً لعبث الصغار رغم أنها أحد أهم عناصر أمنها القومى ؟ هل سيرضى ذلك الثنائى الكئيب أن تتجه مصر لرعاية مصالحها فى الجنوب، وحمايتها ولو بالقوة فى مواجهة المخطط الأزلى للقضاء عليها بالسيطرة على النيل ومياهه، شريان حياتها وأحد مقومات وجودها ؟ هل سيتغاضى ذلك الثنائى الكئيب عن تحول مصر الجديدة الى قطب إقليمى قوى مهيمن ومسيطر، بإستطاعته توحيد الشعوب للوقوف فى مواجهة مطامعهم الإقليمية فى أى مكان ؟ هل أثمر "برنامج الزائر الدولى" الذى ترعاه الخارجية الأمريكية بالشراكة مع أحد أحزاب مدينة البط العريقة وتحت رعايته الشخصية، والذى يدور حول إقناع الشباب المصرى والعربى بحتمية وضرورة التطبيع مع العدو الصهيونى وتمثل التجربة الأمريكية التى سيهيىء الدوران فى فلكها فرصة التقدم والرخاء لبلادهم بعيدا عن القيم الدينية والمجتمعية كما لقنوهم، خاصة فى ظل التحالفات الداخلية التى ستمنح الفرصة لذلك الشباب الممنهج أمريكياً لشغل مناصب حساسة فى الدولة المصرية المرتقبة ؟ هل يسعى ذلك الثنائى الكئيب الآن، لإختيار "قرضاى" مصرى سيتولى الإعلام "الصهيوأمريكى" الداخلى الموالى عملية تلميعه، ولذلك كانت دعوة السفيرة الأمريكية مرشحى الرئاسة المصرية المحتملين لزيارة بلادها ؟ هل شىء مما ذكرته آنفا لم يكن يدور فى مخيلة "الفيل أو الحمار" الأمريكى أو كيانهما اللقيط، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وبالتالى فوجئوا بالثورة المصرية ؟ وإن كانوا قد فوجئوا، فهل سلموا بالواقع أم أنهم تمكنوا بالفعل من تدارك عواقب الإرادة الحرة وتبعاتها على مخططاتهم ومطامعهم ؟! ربما سيجيب البعض بأن شيئاً من ذلك هو قرار الشعب المصرى وإرادته، ولتضرب أمريكا وحلفاؤها والآخرين رؤسهم فى أقرب حائط،، وذلك صحيح بكل تأكيد، ولكن هل أعددنا ذلك الحائط المتين وتوحدنا وامتلكنا سبل تقويته وتخلصنا من عملائهم بين أظهرنا ؟ أسئلة ستكشف الأيام القادمة عن إجاباتها بين الرفض والقبول، وإن كنت أنوى إستكمال مناقشة ذلك مع حضراتكم فى لقاءات قادمة إن أراد الله تعالى ثم أذن مضيفونا. ضمير مستتر: يقول تعالى: { وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً } النساء45 علاء الدين حمدى