تأسيس شبكة للكفاءات المغربية بألمانيا،جاء ليقوي من أشكال الدعم التنموي بالمغرب،وقال رئيس هذه الشبكة الدكتور هاشم حدوتي في حوار مع الزميل بوعلام غبشي "إن تواجد طاقات مغربية حصلت على تكوين عال في اختصاصات محتلفة"،كان من المفروض أن يستغل في بناء جسر للتعاون التنموي بين البلد الأصلي و بلد الاستقبال،من خلال مد يد العون للمؤسسات الألمانية التي تشتغل في هذا المجال،ونقل الخبرات،وغيرها،ثم وضع مشاريع عملية لمساعدة الجالية المغربية للإندماج في المجتمع الألماني بكل سلاسة. كيف تولدت لديكم فكرة تأسيس إطار للكفاءات المغربية بألمانيا؟ وجود طاقات مغربية مهمة بألمانيا حصلت على تكوين عال في اختصاصات مختلفة،دعانا إلى التفكير في إنشاء إطار يستوعب جزءا منها بغرض العمل على تقديم جانبا من الدعم لبلدنا،حتى لا ينحصر الأمر على التحويلات المالية،بل يشمل كذلك نقل الخبرات و التكنولوجيا إضافة إلى القيام بأعمال تطوعية.والعمل جماعيا يعطي لجميع أشكال دعم التمنية بالمغرب قيمته ووزنه.فالكثير من كفاءات الشبكة كان لها تجربة في العمل التنموي،إلا أنها ظلت رغم مجهودات هؤلاء متواضعة،وتأسيس الشبكة حقق تلك القيمة الاعتبارية لأعمال هؤلاء،بعد تحقيقها لنتائج مهمة. هل اعترضتكم صعوبات وأنتم تدخلون المراحل الأولى للتأسيس؟ تطلب منا تأسيس هذه الشبكة سنتين من العمل،كانت بغرض توفير مناخ من التعاون في ظل التفاهم و الثقة المتبادلة.والشبكة اليوم تتمتع بصفة جمعية ذات المنفعة العامة،في إطار القانون الألماني. - ماهي القيمة المضافة التي يمكن أن يحملها هذا الإطار للجالية المغربية بألمانيا؟ انخراط هذه الكفاءات على المستوى العالمي في المحاضرات الدولية يمثل نوعا من الدعاية وتسويق لصورة البلدين،أي بلد الاستقبال و البلد الأصلي.ولا ننكر الدور الذي قام به الجيل الأول،ونسعى للتعريف بذلك،كما نطمح إلى وضع لبنات لذاكرة الهجرة المغربية بألمانيا،حتى تكون نبراسا للأجيال القادمة.اعتقد أن مشروع توثيق و تأريخ الهجرة المغربية في ألمانيا يعد قيمة مضافة للمهاجرين المغاربة بألمانيا الذين يستعدون إلى تخليد مرور نصف قرن من تواجد جاليتنا هنا. تركز الإطارات ذات الانتماء المغربي بالمهجر على مغاربة الداخل وتهمل المشاكل التي أصبحت تحيط بالمهاجرين المغاربة من ميز،انحراف للمراهقين،انزلاق البعض نحو التشدد،صعوبة الإندماج.هل للكفاءات المغربية بألمانيا مشروع للعمل في هذا الاتجاه؟ من الأساسي تخصيص جزء من مجهوداتنا لإنجاح إندماج مواطنينا في المجتمع الألماني.ونقطة قوتنا في الشبكة هو انخراط جميع الأجيال في هذه المبادرة،و نحاول أن نستفيد من خبرة الجيل الأول الذي بدونه لم يكن بإمكاننا المجيء إلى ألمانيا.لدينا مشروع لتوثيق الهجرة المغربية بألمانيا الذي نهدف من ورائه إلى إعادة الاعتبار إلى هذا الجيل من مواطنينا،كما أطلقنا مخططا عمليا لتقديم المساعدة للأجيال الجديدة،موجه خصيصا للطلبة يؤطره برنامج سميناه "برنامج الاستقبال و المصاحبة".و تقوم الشبكة كذلك بزيارات لمدارس يشغل غالبية مقاعدها تلاميذ من أصول مغربية،تقدم خلالها كفاءات الشبكة فكرة لهؤلاء التلاميذ عن مساراتها التعليمية والمهنية،قصد تحفيزها و الإبقاء على شعلة الأمل مشتعلة لديها لأجل النجاح في مستقبلها. ما هي نوعية العلاقة التي تجمع هذا الإطار بالسلطات الألمانية؟ الشبكة تلعب دور الوسيط بين ألمانيا و المغرب،وتسعى إلى توطيد علاقات الشراكة و التعاون بين المؤسسات المغربية و الألمانية العاملة ضمن برامج المساعدة على التنمية كالوزارة الفيدرالية للتعاون الاقتصادي و التنمية،وكالة التعاون التقني الألمانية من أجل التنمية،المركز من أجل الهجرة الدولية و التنمية وغيرها.ويتقاسم ويسزورك زول الوزير الفيدرالي السابق للتعاون الاتقصادي و التنمية و السفير المغربي ببرلين رشاد بوهلال الرئاسة الشرفية للشبكة.وأريد أن أشكر بالمناسبة الوزير الفيدرالي للتعاون الاقتصادي و التنمية ووكالة التعاون التقني الألمانية من أجل التنمية،اللذان ساعدا الشبكة على تمويل مشاريع مهمة جدا في المغرب.ونوجه شكرنا كذلك لرشاد بوهلال السفير المغربي ببرلين على تعاونه المعتبر مع المغاربة بألمانيا. على ماذا تراهنون لخدمة التنمية في المغرب.وهل يدخل لقاء فاس في هذا الإطار؟ دعم التنمية بالمغرب لا يقتصر على التحويلات المالية نحو البلد للمهاجرين المغاربة،بل يشمل كذلك الانخراط الإنساني لهذه الكفاءات،الاستثمار،ونقل الخبرات.و المهاجرون المغاربة في ألمانيا يشكلون ثروة أساسية بالنسبة للبلد،وهي ثروة بشرية قبل أن تكون أي شيء آخر.وبهذا البعد تأسست أصلا الشبكة في ماي من سنة 2007.لقد حدد اعضاء الشبكة أهدافا تتلخص في مشاريع في البحث العلمي،المجال السوسيواقتصادي،الميدان الثقافي والفني،المجال الصحي،و الطاقات المتجددة عن طريق انجاز ومرافقة هذه المشاريع. ولتحقيق هذه الأهداف تم خلق 12 فريقا للعمل، كل فريق يهتم بتيمة معينة،كما تهتم الشبكة بمواضيع أخرى منها تهم الشباب،وهي مجالات لها حضور قوي في برامج الشبكة حتى يتمكن مغاربة ألمانيا من المساهمة في مشاريع الاندماج،من أجل تعزيز وتقوية الهوية المتعددة لديهم.وأتمنى أن الجامعة الخريفية للكفاءات المغربية التي ستنعقد بفاس يومي 20 و21 نونبر أن تكون ناجحة على جميع المستويات.وآمل أن نصل خلال هذين اليومين إلى إطلاق مشاريع جديدة للتنمية.وهناك الكثير من الاتفاقيات ستوقع عند نهاية هذه الدورة لنمر مباشرة إلى العمل. J ألا ترى أنكم تحتكرون الحديث باسم باقي الكفاءات المغربية ببلدان المهجر(فرنسا،بلجيكا،اسبانيا،هولندا...)في شراكتكم مع قطاع حكومي،دون إشراكها أو حتى الاستشارة معها؟ لا يمكن أن نتحدث باسم جميع الكفاءات في ألمانيا بالأحرى باقي الدول الأوروبية.لدينا 350 منخرط في الشبكة و الأكيد أن عدد الكفاءات المغربية بهذا البلد أكثر من ذلك بعشر مرات حتى عشرين مرة.في زمن العولمة ومجتمع المعلومة و المعرفة،بلدنا في حاجة مستعجلة إلى كفاءاتنا،وخبراتنا للمساهمة في إيجاد أجوبة للأسئلة الآنية والمستقبلية و رفع تحدي العولمة.ويجب تشجيع كل المبادرات سواء بألمانيا أو السينغال أو كندا.وأنا واثق من أن الجهود ستتوحد يوما ما،وسنكون سعداء لتبادل التجارب مع مباردات أخرى في بلدان الاستقبال.فعلا فكرة تنظيم الجامعة الخريفية كانت تعود للكفاءات المغربي بألمانيا إلا أن يدنا الممدودة تشهد على إرادتنا المشتركة للعمل جماعيا من أجل مصلحة بلدنا. تنظمون دورة خريفية بفاس للكفاءات المغربية بالمهجر بشراكة مع وزارة الهجرة.نتساءل عن موقع مجلس الجالية من هذا اللقاء؟ في علمي أن مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج سيشارك في هذا الحدث،بمداخلة لرئيسه،ورئاسة ورش من طرف أحد موظق سام من داخل المجلس.وبالنسبة لشبكتنا،فنحن نتعامل مع جميع المؤسسات المغربية،التي لها مصلحة مشتركة في التحريك الفعلي للأشياء،و كلما كثرت المؤسسات التي تهتم بالهجرة المغربية كلما كانت النتائج إيجابية،فقط يجب تحديد مهمة كل منها والتعاون فيما بينها أيضا. فنحن منفتحون على الجميع بناء على علاقة يحكمها الوضوح والاحترام لما فيه خير دعم المجهود التنموي في المغرب وحفظ ذاكرتنا الهجروية وتوثيقها ما موقف الشبكة من النقاش الدائر حول طريقة تشكيل هذا المجلس،و المشاركة السياسية للمهاجرين المغاربة؟ لا يمكن أن أقول لك أي شيء في هذا الباب،لأني لم أكن معني بهذا النقاش.ولا يمكن أن أحكم على طريقة تشاور تمت حول تشكيل المجلس و أنا أجهل كيف مرت.وفي المقابل أرى أن المشاركة السياسية للجالية المغربية في الإصلاحات التي تشهدها البلاد و دمقرطتها مسألة أساسية. حاوره الزميل بوعلام غبشي