أصبحت الصحافة بالجهة الشرقية سخافة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، و الطريف في الأمر أن للسخافة الشرقية نقابة ، تسير أمور الصحافيين و تسهر على مصالحهم ، و تزبد و ترعد عندما تمس كرامة المنتسبين إلى الجسم الصحفي الذي يعيش أقسى لحظات أيامه في ظل العبث و الفوضى و التكالب على المصالح الشخصية على حساب المبادئ المقدسة التي أسست من أجلها الصحافة . أصبحنا نرى بالمباشر كيف أن صحافيين يبيعون كرامتهم و يسيئون للمجتمع من أجل حفنة من الدراهم أو من أجل " قهيوة " ، طبعا يمكن أن نجد من يبرر التجاوزات الصحفية التي تحدث يوميا بالجهة الشرقية كالقول بالمبدأ الميكيافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " أوالقول بالمثل الشعبي " مايحس بالمزود غي لمضروب بيه" للتعبير عن درجة العوز و الحاجة التي يعيشها الصحافيون الوجديون ،و هذا ما يدفعهم- في نظر المدافعين عنهم- إلى التسول تحت موائد المسؤولين ، فغالبيتهم لا يتوفرون على عمل قار يقيهم قساوة العيش ،يفضلون أن يقدموا مبادئ الصحافة قربانا على معبد الفساد و الرشوة و الإخلال بالواجب . وضعيتهم المادية تثير الشفقة ، خاصة و أن المهنة لم تنظم بعد بالجهة الشرقية ، لا يتوفرون على رواتب قارة و محترمة ، لا يتوفرون على التغطية الصحية ، لا يتمتعون بأدنى قوانين الشغل و لا يجدون إطارا جادا يدافع عن مصالحهم ، على الرغم من كل هذا، إننا لا نتفق مع سلوكاتهم و نرفض رؤيتهم ،و نطالبهم بالبحث عن بدائل جديدة لأن المجتمع الذي نعيش فيه بحاجة إلى صحافة قوية قادرة على الصمود في وجه الفقر و الجوع ، قادرة على التغيير. كان من الواجب أن يلعب المكتب المسير للنقابة الجهوية دورا إيجابيا لخلق نواة صحفية فاعلة مساهمة في التنمية المحلية ، بواسطة التأطير و الانكباب على مشاكل الصحافيين المعترف لهم بالكفاءة و محاربة المتطفلين و الانتهازيين و عديمي الأخلاق ، غير أن المكتب غيب مسؤوليته و بات يلوك قضايا و أمورا بعيدة كل البعد عن اهتمامات الجهة الشرقية وعن مشاغل الصحافيين أنفسهم ، أمام الفراغ المهول امتلآ الحقل الصحفي بالسخافة و الكائنات الصحفية التي لا علاقة لها بالكتابة أكبر و أعظم سخافات النقابة ما وقع مؤخرا بمقر النقابة حيث ينكب المكتب الميت إكلينيكيا على تكوين لجنة تنظيمية تحضيرية للجمع العام القادم ، لكن منطق الإقصاء أدى إلى تعميق مأساة المكتب المسير ، كما أدى إلى خلق مشكلة بين صحافيي الجهة الشرقية و على رأسهم صحافيو إقليمالناظور حيث عاينوا على موقع يوتوب و هسبريس و الوجدية تسجيلات فيديو للمجتمعين بمقر النقابة و وقفوا على فكر الإقصاء المجاني الذي يتعامل به المكتب المسير للنقابة مما دفع ببعض الناظوريين إلى نشر تعليقات تزكي الفكر الإنفصالي عن أرض الوطن .