مقابلة في كرة القدم وسعت من دائرة المشاركين فإلى جانب اللاعبين تدخل الإعلام المصري والجزائري وحول مقابلة رياضية الى معركة مصيرية ادت الى استرجاع التاريخ د واعادة قراءته على ضوء منطق كروي متخلف ذلك ان الاعلام المصريربط بين حرب اكتوبر 1973ومعركة مونديال 2010 المفارقة بين الحدثين كبيرة الحدث الاول سالت فيه دماء عربية جمعتها قيم الدفاع عن الكرامة والارض العربية التي داستها الصهيونية وحقق فيها العرب انتصارا باهرا واستطاعوا ان يحطموا خط برليف الخط الدفاعي الصهيوني ووقف الجنود على ارض سيناء لكن الخيانة حولت الانتصار الى هزيمة بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل ...شبابنا غابت عنه هذه الاحداث التاريخية القادرة على بناء مجتمع القيم وفضل المسؤولون العرب ان يمنحوا الانسان العربي تاريخا مشوها تتحول فيه مباراة في كرة القدم الى معركة مصيرية ارباحها تتقاسمها القنوات الكبرى والشركات العملاقة والجامعة الدولية لكرة القدم ولا يستفيد المواطن المقهور بل يطالب بان يخرج الى الشارع ليهتف باعلى صوته مرددا شعارات لا دلالة لها للتعبير عن حبه لوطنه ولرئيسه وحكومته . اعلام البلدين ضل الطريق عندما افرغ مقابلة في كرة القدم من دلالتها الرياضية ليجعل منها أداة لكتابة التاريخ ،ولكن من الخاسر الحقيقي في هذه المعركة ؟ اذا كان الإعلام المصري والجزائري قد افلح في تحويل المباراة الى حرب ضروس لا تقل حدتها عن حرب اكتوبر فان الشعب المغربي احس بالهزيمة لان جنوده على بقعة الملعب لم يستطيعوا ان يتغلبوا على الكاميرونيين الذين كانوا اكثر واقعية في تعاملهم مع الكرة المستديرة بينما ظهر المغاربة وكانهم يعيشون خارج التاريخ بل اخلفوا موعدهم مع المونديال الذي اصبح يؤسس تاريخنا المعاصر ولم يسلم المغاربة من الفضيحة الا بواسطة طفل صغير استحوذ على كرة وهرول بها تجاه مرمى الخصم وسجل هدف الشرف ...ولكنه في حقيقة الامر هدف فضح العورة أي عورة الواقع المغربي الذي لم يعد يحسن الا التراجع الى الوراء وحصد الهزائم وتحقيق الفشل على كل المستويات ولا يمكن ان تشذ الكرة المغربية عن الواقع المغربي فهي متخلفة بتخلفه وفاشلة بفشل اختيارات المسؤولين على جميع المستويات وإذا كنا نعول على ما يسمى بالروح الوطنية للنهوض بالكرة او غيرها فان ذلك لا يكفي... كرة القدم لا تؤسس تاريخ الامة وانما هي مظهر من مظاهر تقدمه ووعيه الحضاري و الثقافي فلا يكفي ان ننتج لاعبين وانما وجب ان ننتج وعيا سليما كما عبر عنه الارلنديون غداة لقائهم في مبارة حاسمة مع فرنسا اذ اختلط المشجعون في الشوارع ولا يمكن ان يتحقق هذا الوعي الا بفضل الديمقراطية لان الدكتاتورية لا تنتج الا الوعي المعكوس...