متابعة خاصة ،تلك التي أولتها جريدة الشرق الآن لكافة الأنشطة المقامة على صعيد المؤسسات التعليمية المنخرطة في هذه المبادرة التي أدرجتها الأكاديمية الجهويةلوزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر والبحث العلمي بالجهة الشرقية ضمن برنامج تفعيل رواسي مدرسة النجاح، بما في ذلك تعزيز روح المواطنة كمكتسب أولي لولوج عالم العلاقات الاجتماعية و الاندماج بمعية عناصر التفاعل الاجتماعي الايجابي و الهادف و المهتم ، القاضي بمواجهة المحيط الخارجي بجرأة و تحدي و تجاوز تعقيدات الانعزالية و محدودية التعليم الروتيني و التلقين التقليدي .و في سياق هذه المتابعة التي أسلفنا ذكرها ، خصصت جريدة "الشرق الآن" مقابلة مع ثلة من الأعضاء المشاركين في خلية التداريب الاجتماعية التابعة لثانوية إسلي التأهيلية كنموذج عن باقي الثانويات التأهيلية المشاركة في المشروع ، سواء أتعلق الأمر بمدينة وجدة أو غيرها من ربوع الجهة الشرقية . حيث تم الوقوف عند جملة من القضايا التي تدور في فلك التداريب الاجتماعية و العمل التطوعي والجمعوي ، و عدد من المفاهيم و على رأسها "المواطنة " .- عند سؤالنا عن مفهوم المواطنة ، أجابت "وفاء الزاوي/17سنة" بأن هذا الأخير قد تغير بالنسبة لها بعد خوضها غمار تجربة التداريب الاجتماعية ، حيث بدا أكثر بساطة و سلاسة ، و صار يتلخص في أن المواطنة الحقيقة ليست حكرا على حمل بطاقات رسمية تثبت الهوية أو عبارات منفوخة و عناوين منمذجة وفق بروتوكولات فارغة ،و إنما هي مساهمة جلية و مبادرات حقيقة و أمل جاد في التغيير و الخلق و الرقي بالمجتمع الذي ننتمي إليه .- و بلهجة يلفها التحدي ، تحدثت" لزعر عائشة"ناشطة بالخلية عن تجربتها الخاصة كفرصة قيمة انفتحت من خلالها على بوادر النجاح الحقيقي و الإبداع الفريد ، و مرآة تعرفت من خلالها على مكامن ضعفها و قوتها و نقاط الإيجابية في شخصيتها العملية أو تعاملاتها الشخصية .- و في انفراد خاص و ديبلوماسية شبابية ، عبر "أصيل مهدي" عن التداريب الاجتماعية كخطوة مهمة في حياته جعلت منه فردا يحس بالآخرين ولا يفكر في نفسه فقط ، أو يتعاطى لقضايا المجتمع من منظور أناني و مصلحي ، بل عكس ذلك تماما . أضحى يتقيد بالقوانين و العادات و يرتكز على المنطق و الجدية و العلمية في الأشياء لمباشرة الحياة بتفاءل و انفتاح .- بينما ارتأت" سعدية قرعاوي "عضوة مواظبة بالخلية التعبير عن تداعيات هذه التجربة الحديثة العهد على سلوكاتها و طرائق تعاملها ، الشيء الذي لمسه كما ذكرت عائلتها و والداها على وجه الخصوص،بحكم حرصهما على متابعة أنشطتها و ما حققته الخلية التي تنشط بها ، إلى جانب ذلك ، ركزت على قيمة التعارف و التضامن و العمل في إطار جماعي تشاركي ، معتبرة أن صلتها القوية بالمجتمع و علمها العميق لشخصيتها الحقيقية ،لم تتحقق إلا بعد العمل بنصائح المؤطرين و المشاركة في الأنشطة ذات الطابع التحسيسي التوعوي . هذا و قد قامت الخلية مؤخرا باستضافة وفد بلجيكي داخل مؤسسة إسلي الثانوية ،و كان ذلك يوم 24 ماي ،تم فيه تداول الحديث حول التدريب الاجتماعي إلى جانب التطرق لقضايا شبابية متنوعة من منظور التلميذ المغربي ،كفاعل حالي و مؤسس مستقبلي لرؤية العالم للمغرب و لجيله الصاعد و الخلاق .