قبل ان تعلن حركة المقاومة الاسلامية حماس بالامس عن تبنيها لعملية باص12 بالقدس بواسطة الشهيد عبد الحميد محمد ابو سرور و التى اسفرت عن اصابة 20 اسرائيلي كانت حركة حماس أنهت مناورات محاكاة لقصف اسرائيلي للقطاع و عمليات اخلاء مقرات امنية و اجلاء جرحى عبر رجال الاسعاف و الانقاذ و كانت المباني المدمرة منذ اخر هجوم على قطاع غزة هى مسرح المناورات، و قبل ذلك بايام قليلة جدا كانت اسرائيل بدأت بمشاركة قوات برية و جوية تحت قيادة اللواء الشمالي و هيئة رئاسة الاركان مناورات عسكرية واسعة على طول شريط الجولان المحتل و غور الاردن و شملت عمليات افتراضية لانزال قوات ضخمة داخل العمق السوري، قبل ان تنهي اسرائيل منذ ايام قليلة تدريبات لمحاكاة تحرير كيبوتس اسرائيلي من ايدي عناصر مسلحة تابعة للقسام و تصدى لهجوم على المستوطنات الاسرائيلية و شن الانتقام السريع بقطاع غزة . فلو افترضنا ان اسرائيل لن تكرر سيناريو حرب تموز 2006م بعد ان انهت اي حديث بخصوص الجولان المحتل قبل ان يبدأ و قبل ان يلتقي نتنياهو ببوتين فى روسيا بحكم تفاهمات دولية بين الكبار بواشنطن و موسكو تجاه ملفات الاقليم و فى مقدمتها الملف السوري و بتأكيد ما يربط حزب الله بعلاقة مصيرية بما يحدث بالجوار السوري، بجانب مراجعة اسرائيل حساباتها بعد حديث الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الاخير، فما طبيعة التعامل مع قطاع غزة، و من يكون الوسيط فى حالة ذلك العدوان لا قدر الله الذى يبدو ان الطرفين استعدو له جيدا قبل أن يبدأ و قد تكون تفاصيله متفق عليها عدا ساعة الصفر فى ظل ما يدور من اتفاقات بين تل ابيب و انقرة تجاه قطاع غزة و مستقبلها فى ترسيم الحدود البحرية بينهم و لذلك يتصدر ميناء غزة المباحثات بين الجانبين دائما، و هل توجد تفاهمات مماثلة لقطاع غزة على غرار المعادلة المكتوبة بقلم من رصاص لحزب الله . و ما لا يعلمه الكثيرين و ما لافت انتباهي بشدة و جعلنى لا اتفاجئ من تغيير معادلة جزيرتين تيران و صنافير ما قام به سلاح البحرية الإسرائيلى اخر مارس الماضي من مناورات واسعة النطاق بالبحر الأحمر لمحاكة مواجهة عمليات مسلحة محتملة ضد إسرائيل من البحر الاحمر و محاولة الهجوم على سفينة عسكرية بالصواريخ و اختطاف سفينة مدنية سيناريو بعد إطلاق صواريخ و قذائف تابعة لتنظيم داعش من الجانب المصري صوب إيلات (حسب ما ذكرته الإذاعة العامة الإسرائيلية "صوت إسرائيل" وقتها) بعد تصريح مصدر عسكرى بالبحرية الإسرائيلية بأن ازدياد التهديدات من جانب تنظيم داعش كان الدافع لإجراء المناورة فى منطقة البحر الأحمر قبل ان يشير إلى إبلاغ الجانبين المصري والأردني بإجراء المناورات الأخيرة بشكل مسبق، و حتى هنا لم يكن هذا المشهد قد انتهى ففى 21 ابريل الجاري طل علينا نائب قائد الجيش الاسرائيلي يائير جولان و صرح لوكالة رويترز بأن مصر ستواجه ازمة بالفترة المقبلة بعد أن تحدث باستفاضة عن تحركات وداهش و تهديداته، فى نبرة ذكرتني بتصريحات سفير اسرائيل بفرنسا الذى حذر باريس كثيرا من تعاونها العسكري مع القاهرة قبل ان يتنبأ بضرب داعش لباريس . الغريب انه يفترض اذا توجه داعش ( الذى تعالج عناصره الجريحة بسوريا بمستشفيات حيفا و تل ابيب ) نحو اسرائيل سيكون من البحر المتوسط بحكم تمركزات داعش بسوريا و ليبيا و ليس من البحر الاحمر، الا و اذا كان يحضر شئ اخر بالبحر الاحمر لتغيير مسرح الاحداث .
كثيرا من تعجبو بالسنوات الاخيرة و فى ظل حالة ما سمي بالحراك الشعبي بدول المنطقة و سرعة الاحداث بكافة بقاع الاقليم حالة الهدوء التى تسود القرار الخارجي الاسرائيلي و بعد تل أبيب عن الكاميرات أكثر من اي وقت مضى، و لكن حقيقية الامر منذ اليوم الاول للربيع العبري2011 و ربما من قبل ذلك و منذ بداية ترسيم الشرق الاوسط الجديد بعد الغزو الامريكي للعراق 2003م كانت اسرائيل حاضرة فى كل المشاهد بلا أستثناء و لكن من الكواليس فقط، و لنا فى عمليات نقل يهود العراق و اوكرانيا و اليمن بعد سرق حضارات و اثار تلك الشعوب و تصفية علمائها عبرة، و ربما الشهور القلية القادمة تخرج فيها أسرائيل للعلن بحكم ما تشهده بعض دول الجوار من حالة فراغ و بعد ان بات اغلب خصوم اسرائيل فى حالة إجهاد و استنزاف بعد الحرب السورية و بعد ان بات الاخرون فى حالة خصام و احتدام مع جوارهم العربي، فبكل تأكيد مناورات اسرائيل العسكرية و السياسية لم تنتهي بعد، و لعلنا قبل أنتهاء فترة حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما نري الكثير . فادى عيد الباحث السياسي و المحلل الاستراتيجي