شكلت ظاهرة العنف المدرسي التي اجتاحت فضاء التربية والتعليم،إحدى القضايا التي استأثرت باهتمام المتتبعين للحقل التربوي ،ودفعت إلى طرح أكثر من تساؤل حول مسببات تفشي هذه الآفة، واستشعارا بخطورة هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع المدرسي، ومحاولة لتشخيص هذا الورم الخبيث الذي يزيد من تعميق أزمة التعليم ويبطئ من محاولات النهوض به ، نظم مجموعة من تلميذات وتلاميذ المستوى السادس ابتدائي بمجموعة مدارس الحكيم الخصوصية بوجدة ،ندوة حول موضوع "العنف ضد الأطفال، مظاهره، أشكاله، أسبابه، نتائجه وطرق الوقاية والعلاج منه" . ويدخل تنظيم هذه الندوة، التي احتضنتها كلية الطب والصيدلة بوجدة يوم السبت 16 أبريل 2016، في إطار استراتيجية مؤسسة الحكيم ، لخلق أجواء تربوية وتعليمية سليمة مشجعة على نشر قيم الحوار والتسامح والتضامن ، بإشاعة ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان على أساس احترام ثنائية الحق والواجب والوعي بأن التعليم هو الرهان الأساسي لتحقيق نقلات المشاريع المجتمعية. وحضر هذا اللقاء، بالإضافة إلى تلميذات وتلاميذ مجموعة مدارس الحكيم وأولياؤهم والأطر التربوية بالمؤسسة، السيد محمد بنقدور رئيس جامعة محمد الأول بوجدة ومجموعة من المدعوين. وفي بداية هذه التظاهرة الثقافية الفريدة من نوعها المنظمة من طرف التلاميذ لوحدهم، رحب مدير المؤسسة التعليمية بالحاضرين، وأشار إلى أهمية النشاط المدرسي الذي يساعد على بناء الجانب النفسي والاجتماعي والقيمي والحركي عند التلاميذ، وشكر في ختام كلمته إداريي وأساتذة مجموعة مدارس الحكيم الخاصة، الذين يجندون أنفسهم باستمرار مكثف للعمل الدءوب قصد الوصول إلى أفضل النتائج رفقة تلامذتهم. وقد تميزت العروض التي سلطت الضوء على ظاهرة العنف ضد الأطفال، بحسن الإلقاء وبتنوعها وغناها المعرفي وبكفاءة التلاميذ المشاركين، مما جعلها تحظى باهتمام الحضور الذي تفاعل بشكل إيجابي مع هذه المبادرة التربوية. وتضمن المحور الأول الذي نشطته التلميذة أسية وزغاري التعريف بظاهرة العنف ضد الأطفال ، فيما هم المحور الثاني الذي أعده التلميذ محمد كريم حرمي أشكال العنف ضد الأطفال، أما التلميذة آية فتحي فقد تطرقت إلى الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكات الغير مقبولة داخل مجتمعنا، في حين سردت التلميذة بلحسن نور زبيدة مختلف نتائج هذه الظاهرة التي تؤثر على نسبة التحصيل عند الأطفال، وبالصور المعبرة تطرقت التلميذة فاطمة الزهراء بلعابد إلى أشكال العنف ضد الأطفال التي تعرقل العملية التعليمية التعلمية، فيما ختم التلميذ سهيل بنقدور سلسلة عروض زميلاته وزملائه بطرح مختلف طرق وعلاج هذه الظاهرة التي تحول دون تحقيق الرهانات المنتظرة من المنظومة التربوية المعول عليها كرافعة أساسية للتنمية الشاملة. هذا واختتمت هذه الندوة القيمة، التي استحسنتها أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ مجموعة مدارس الحكيم الخاصة، بحفل شاي على شرف جميع المدعوين.