كما هو معلوم قاطعت وسائل إعلام فرنسية زيارة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر، بعد رفض الجزائر منح تأشيرة الدخول لصحافي من جريدة «لوموند» الفرنسية، بهدف تغطية الزيارة، على خلفية نشرها تسريبات «أوراق بنما» جاء تحت عنوان «المال الخفي لرؤساء الدول»، نشرت فيه صور لرؤساء دول من بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد اكدت معظم الجرائد الفرنسية ان «منع صحافيين من تأدية مهامهم هو تقويض لحرية التعبير، و لم تنقل الصحف الفرنسية، أمس، حدث زيارة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر على مواقعها الإلكترونية، وتجنبت تغطية هذه الزيارة وحيثياتها وما سيتم التوقيع عليه من اتفاقات وعقود اقتصادية بين البلدين، حيث يأتي هذا القرار بعد أن أعلنت أربعة وسائل إعلامية فرنسية تضامنها مع صحيفة « لوموند « الفرنسية، احتجاجا على رفض السلطات الجزائرية منح الصحفي التابع لها تأشيرة دخول للجزائر لتغطية هذه الزيارة. هذا و تجاهلت، أمس، صحف «لوموند» و »لوفيغارو» و»ليبراسيون» التطرق للزيارة التي يجريها الوزير الأول الفرنسي إلى الجزائر في إطار اللقاء السنوي للجنة العليا للبلدين، فلم تأت «لوموند» على ذكر الموضوع تماما لا في صفحتها الأولى ولا في قسم «الأخبار الدولية»، فيما أوردت « ليبراسيون» في موضوع صغير جدا، «أسف» فالس من قرار السلطات الجزائرية رفض منح التأشيرة للصحفيين المعنيين، وهو نفس الخبر الذي نقلته صحيفة «لوبوان» و »لوباريزيان»، دون أن تتحدث عن الزيارة، كما عادت إلى خلفيات مقاطعة خمس وسائل إعلام فرنسية زيارة فالس. وعلاقة بالموضوع ربطت صحف فرنسية ان قرار فرنسا تأجيل التوقيع على اتفاقية الشراكة لإنشاء مصنع تركيب السيارات "بيجو سيتروان" بالجزائر الذي اتخذ مساء أول أمس، راجع بالدرجة الاولى إلى استمرار تعنت الموقف الجزائري بخصوص موقفها العدائي ضد المغرب علما ان زيارة الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، جون مارك أيرو قبل ايام للجزائر كانت واضحة المعالم بعدما اكد انه حامل لرسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول والشعب الجزائري، وان فرنسا تعرب عن املها في قطع اشواط مهمة بملف الصحراء المغربية لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة المغاربية بل وخير الوزير الفرنسي الجزائر مقابل التوقيع على الاتفاقيات بين التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، والتكوين وتشغيل الشباب، فضلا عن مجالات الصناعة والنقل والصحة والطاقة وإما التخلي عن دعم البوليزاريو. هذا وقد علقت صحف جزائرية على عقود الشراكة التي تم الاتفاق عليها من الطرف الفرنسي خلال المنتدى الثالث للشراكة الجزائرية الفرنسية مؤكدة على خيبة امل كبيرة اصيبت بها الجزائر من خلال عقود اقتصرت على انشاء مصانع تافهة كما اكدته جريدة البديل في مقال تحت عنوان " المايونيز والياوورت " للجزائريين و " بيجو" للمغاربة " وهي صناعات تبين - الجريدة - يمكن لأي مستثمر بسيط ان يؤتي بها الى الجزائر معتبرة ان الحكومة الفرنسية جاءت للجزائر لتضحك على الاذقان بدليل الاستثمارات الضخمة التي قامت بها فرنسا في المغرب اخرها مصنع بيجو بنسبة ادماج 65 في المائة واستثنت بذلك الجزائر بعدما تعالت اصوات بقدوم ذات الشركة الى الجزائر.