مازال الرئيس يتساءل ومعه البعض ... لماذا يطالب شباب الثورة برحيل الرئيس؟ولماذا لا يطالبون بالتغير والإصلاح؟ وهل مطالبتهم برحيله من قبيل التقليد والمحاكاة؟ ونجيب عليهم بالقول، لسنا مقلدون بل نحن بحاجة لرحيل الرئيس أكثر من أي شعب أخر. فالمعروف البديهي من أسس النظام الجمهوري ان الشعب مالك السلطة ومصدر شرعية شاغليها وهذا ما أغفله الرئيس من ذاكرته الشخصية تماما ، فمنذ توليه رئاسة البلد في السابع عشر من يوليو 1978م،وهو يجهد نفسه وينهك مقدرات البلد بهدف تفصيل اليمن على مقاسه الشخصي ، الامر الذي جعله يختصر الوطن الى قرية صغيرة خاليه من كل عوامل النماء وإمكانات التطور، وفي جمهورية الإمام صالح تحققت دولة الشخص باوضح صورها حيث الرئيس هو مالك الدولة و مانح الشرعية فيها ،يولي ويعزل ، ويمنح صكوك الوطنية لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء حتى اصبح الوزراء والقادة والمدراء يتسابقون في تمثيل شخص الرئيس وبلاوعي يمتثلون رغباته الشخصية باعتبارها معاييرا للادارة الرسمية ومحددات نجاحها .لقد تعامل مع الدولة على انها ملكية خاصة يرفض التخلي عنها و الشراكة فيها . ولعلكم تتذكرون جيدا كيف اقدم صالح على التخلص من شركائه الجنوبيين في الحكم بحرب 94م، وبعدها تخلص من الشراكة مع حزب التجمع اليمني للاصلاح ، ثم اصدر قانون التقاعد ومع انه كان اول من يخالف القانون باعتباره من شاغلي الوظيفة الرسمية الا انه ابدى تعصبا حادا لتطبيق القانون خصوصا على موظفي السلك العسكري ومغزاه في ذلك إزاحة أصحاب الكفاءات العسكرية وإقصاء ما تبقى من ظباط ثورتي سبتمبر واكتوبر حتى يتسنى له تعين ابنه قائدا لقوات الحرس الجمهوري وعين أبناء أخيه الشقيق في اهم المناصب السيادية: يحي قائد الامن المركزي وطارق قائد الحرس الخاص وعمار وكيل الأمن القومي ، بالإضافة إلى عددا من المحافظين والوزراء من أصهاره وأزواج بناته. وعندما توهم ان ملكية اليمن قد ألت إليه ، حول رئاسة الجمهورية الى شركة مقاولات يعقد فيها صفقات إجرامية ،أهمها صفقته الدولية في الحرب على الإرهاب جنوب اليمن وصفقته الإقليمية في حرب صعده ،وكفى به اجراما انه قتل 27طفلا ،16إمراة صباح السابع عشر من ديسمبر 2009في منطقة المعجلة محافظة أبين بذريعة الحرب على الإرهاب. ولهذا نقول له ارحل يا صاحب الفخامة ، إرحل لكي ينتهي مسلسل الرعب والتهديد الذي تروع به أطفالنا و نسائنا كل مساء ، ارحل لنسدل الستار على أعمال النهب الرسمي والبلطجة الرئاسية في اليمن ،ارحل لكي تبقى الوحدة اليمنية و تستعيد مشروعيتها الإنسانية من جديد ، ارحل لكي يغلق ملف الإرهاب وتختفي ظاهرة القرصنة في البحر العربي ، ارحل ليتسنى لليمن نزع قناعها الرسمي الملطخ بالخزي والعار ،ارحل ليرحل معك الفقر والبؤس المعيشي من اليمن . ارحل أيها الجنرال مع كل الأميين والبلاطجة والمفسدين المحتمين بسلطة رئاستك،ارحل وسنغسل تراب اليمن بعد رحيلك بمياه الورد وسنزين جبالها الشماء بابتسامات أطفالنا وأحلامهم البنفسجية .