اهتزت منطقة فرخانة بإقليم الناظور، أخيرا، على وقع محاولة قتل إمام مسجد، من قبل متشبع بالفكر التكفيري، إذ أمعن في تهديد الضحية بسيف متوعدا إياه بالتصفية الجسدية، وهو الحادث الذي أثار موجة استنكار قوية لدى سكان البلدة. وأوردت مصادر "الصباح" أن المشتبه فيه "ك.و"، ويتحدر من دوار "اهوشنن"، هاجم الإمام الشاب "ع.ب" بسيف استله من داخل سيارته وشرع في تهديده بعد أن أشبعه سبا بعبارات من القاموس التكفيري، لمجرد أن الضحية أشار إليه بتخفيف سرعة سيارته خوفا على تلاميذ كانوا على مقربة من مدرسة. وعلمت "الصباح"، من مصادر موثوقة، أن المهاجم كال شتى أنواع السب للأئمة التابعين لوزارة الأوقاف واصفا إياهم ب"المبتدعة" و"موالي المذهب الطاغوتي"، وقال شهود عيان إن الشخص التكفيري دخل في عراك مع الإمام ثم فاجأه بسيف كان يحمله داخل سيارته مهددا إياه بالقتل، وهو ما حمل الضحية على التراجع إلى الوراء خوفا على حياته من بطش المعتدي. وذكرت المصادر ذاتها أن المشتبه فيه يحمل أوراق الإقامة بمليلية ومنتسب إلى جماعة الهجرة والتكفير المتطرفة، وعلى صلة بأنشطة شبكة محمد البالي، المعتقل أخيرا من قبل مصالح الأمن الإسبانية والزعيم المفترض لخليتي "الموحدين" و"التوحيد" المفككتين بداية ماي الماضي. قالت مصادر من المنطقة ل"الصباح" إن المعتدي يجهر بأفكاره المتطرفة ويعقد جلسات «تحريضية» داخل منازل في ضواحي فرخانة ووسط مليلية، خصوصا بحي «لاكانيادا» الذي يعد معقلا لمتشبعين بالفكر التكفيري. وأضافت أن المتشددين نجحوا في السيطرة أخيرا على مسجد يقع بمركز فرخانة المعروف ب»الزاوية/البارقي» ونصبوا به إماما يفسق الأئمة والخطباء التابعين لوزارة الأوقاف، ويحرض على تكفير المجتمع ونبذ مؤسساته القائمة. وعلى صعيد آخر، ذكرت المصادر ذاتها أن تنظيما يتكون من السلفيين الشباب، يعمل في سرية لترتيب شؤون جماعة الهجرة والتكفير بالمنطقة، بعد الضربات الأمنية الموجعة التي تلقتها الجماعة المذكورة أخيرا، وأن بعض الناشطين في مجال الدعوة تعرضوا لمضايقات واستفزازات من قبل متشددين بدعوى أنهم من «الكفار» و»المبتدعة»، كما نجح أتباع التنظيم ذاته في تنصيب إمام يقوم بالترويج للأفكار التكفيرية. وينظر سكان مقاطعة فرخانة المتاخمة لحدود مليلية بقلق شديد إلى تنامي أفكار التطرف والغلو بين الشباب. وقالت مصادر محلية إن أتباع جماعة الهجرة والتكفير أمعنوا في السخرية من أئمة المساجد، واتهموا علماء الأمة بالفسق والابتداع، وبعضهم لا يتورع في الجهر بتحريم الصلاة في المساجد وتكفير عموم المسلمين ومعاداتهم بذريعة البراءة من الشرك وأهله.