يتجه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى إحداث وزارات جديدة تزيد عدد الحقائب الوزارية في النسخة الثانية من حكومته مقارنة بالنسخة الحالية، وهو ما ينتظر أن يجر عليها انتقادات شديدة بالنظر إلى كثرة الأصوات المطالبة بتقليص الحقائب الوزارية كما يقع في كل بلدان العالم في زمن الأزمة. وأوضحت مصادر من حزب رئيس الحكومة، حضرت اجتماع الأمانة العامة أول أمس (السبت)، أن قيادات العدالة والتنمية تباحثت في مسألة توسيع عدد الحقائب الوزارية المنتظر في الطبعة الثانية من حكومة بنكيران، وذلك من خلال تحويل بعض المندوبيات السامية إلى وزارات منتدبة. وكشفت المصادر ذاتها أن الأمر يتعلق بالمندوبية السامية للتخطيط التي ينتظر أن تتحول في النسخة الثانية من حكومة بنكيران إلى الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالتخطيط، وكذلك الشأن بالنسبة إلى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، التي ستتحول حسب ما يخطط له عبد الإله بنكيران، إلى الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمياه والغابات، مرجحة أن يكون الهدف من إحداث وزارات جديدة إدماج أكبر عدد من الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان، خاصة تلك التي تتبنى موقف المساندة النقدية. بالمقابل، نقلت المصادر ذاتها إجماع أعضاء الأمانة العامة للحزب حول شعار «لن نرمم الحكومة بأي ثمن» وذلك في إشارة منهم إلى رفض الشروط التي بدأت تضعها بعض الأحزاب المرشحة للدخول في النسخة المرتقبة من حكومة الإسلاميين، موضحا أن قيادات العدالة والتنمية بإمكانها الذهاب إلى حد الموافقة على تعديل وزاري أوسع من عملية استبدال وزير بوزير، لكن دون أن يصل الأمر إلى درجة إعادة هيكلة جذرية للحكومة. كما لم تستبعد المصادر المذكورة أن يقبل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إدخال تغييرات لا تمس بالمبادئ الأساسية للبرنامج الحكومي ودون الخروج عن خطوطه العريضة كما سبق أن صادق عليها البرلمان، وذلك في محاولة للاستجابة لطلبات التجمع الوطني للأحرار الذي يربط بين إمكانية دخوله إلى الحكومة وضرورة مراجعة أولويات البرنامج الحكومي بما «يكفل له تطبيق برنامجه والاستجابة لتطلعات المواطنين المغاربة في ظرفية اقتصادية واجتماعية صعبة»، بالإضافة إلى تشديد رفاق صلاح الدين مزوار على إعادة النظر في الهيكلة الحكومية، بشكل يتوافق مع مطلبه في تفعيل رؤية الإصلاحات الشاملة في إطار برنامج إنقاذ وطني. وفي السياق نفسه، أكدت المصادر المذكورة أن عبد الإله بنكيران أصبح محاصرا بأصوات من حزبه تطالب بانتخابات سابقة لأوانها، وغير مستبعدة أن تتعزز الجبهة الداعية إلى العودة إلى صناديق الاقتراع مع تعثر المشاورات التي يقودها رئيس الحكومة لترميم حكومته، وكذا مع اتساع دائرتها داخل باقي أحزاب التحالف الحكومي، الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية. عن الصباح