كتب : صالح النعامي / توقعت صحيفة " ذي ماركير " الاقتصادية الإسرائيلية أن تحل بإسرائيل كارثة اقتصادية كبيرة بعد زوال نظام مبارك. وفي تحليل اقتصادي شامل نشرته الصحيفة في عددها الصادر أمس توقعت الصحيفة أن تضطر إسرائيل إلى تقليص النفقات في مجالات مدنية كثيرة لتغطية زيادة النفقات الأمنية، مما يعني توجه ضربة كاسحة للاستقرار الاقتصادي. وشددت الصحيفة على أن أهم النتائج الاقتصادية لسقوط نظام مبارك سيتمثل تراجع قيمة الشيكل وتراجع مستوى الثقة بالاقتصاد الإسرائيلي. من ناحيته اعتبر الخبير الاقتصادي تسفي لبيا أن زوال نظام مبارك يفرض على إسرائيل إعادة تقييم موازنة الأمن الخاصة بها من جديد، مشيراً إلى أن تهاوي الأنظمة العربية المحيطة بإسرائيل يفرض على دائرة صنع القرار إعادة رسم سلم الأولويات من جديد. وفي تحليل نشره في النسخة العبرية لصحيفة " يديعوت أحرنوت "، أشار إلى أن زوال نظام مبارك يفرض على إسرائيل انتهاج سياسة تقشف، علاوة على تراجعها عن بعض الخطوات التي هدفت إلى تقليل الأعباء عن كاهل الإسرائيليين، مثل تقليص الضرائب، وتفضيل المناعة الأمنية على المناعة الاجتماعية. وستؤدي التداعيات الجيوسياسية للزلزلة التي شهدتها مصر إلى إعادة تقييم الموازنة الإسرائيلية بشكل كامل. وأشار إلى أن هذه التطورات ستؤدي إلى تراجع فائض الدخل القومي السنوي، حيث أن فائض الدخل القومي في نهاية العام الماضي بلغ 20 مليار دولار، علاوة على أن إسرائيل تمكنت من تلافي الأضرار التي نجمت عن الأزمة العالمية، لدرجة أن محافظ بنك إسرائيل لم يتردد في حينه في شراء دولارات بقيمة 70 مليار شيكل، وذلك لوقف تدهور العملة الأمريكية في التعامل داخل إسرائيل. وأوضح أن مصممي السياسة الاقتصادية في إسرائيل مطالبين بإدخال تعديل جوهري على سلم الأولويات التي يجب أن تعكسه الموازنة لعامي 2011 و2012، مشيراً إلى أنه من غير المستبعد أن تضطر إسرائيل إلى تقديم موازنة إضافية لتغطية الإنفاق على المجالات الأمنية الذي من المحتم أنه سيزداد. واشارت يديعوت أحرنوت الى أن الكنيست ستكون مطالبة بالتراجع عن الدعوة لتخفيض سعر الوقود، وذلك في ظل المؤشرات على أن الغاز المصري لن يواصل طريقه لاسرائيل. وتوقعت الصحيفة أن يؤدي تدهور الأوضاع الأمنية بشكل مؤكد إلى تراجع السياحة التي تمثل أحد مصادر الدخل الهامة في إسرائيل، مع العلم أن حركة السياحة إلى إسرائيل وصلت إلى درجة غير مسبوقة في العام 2010، وسيؤدي ذلك الى إلغاء الحجوزات في الفنادق، إلغاء الزيارات التي يقوم بها رجال الأعمال الأجانب لإسرائيل, ومن المتوقع أن تتوقف شركات سياحة عالمية على التوقيع على اتفاقيات مع الشركات الإسرائيلية لأجل طويل. ويتوقع المحللون الاقتصاديون في اسرائيل أن يؤدي تباطؤ الاقتصاد المصري بعيد زوال نظام مبارك مباشرة إلى تداعيات سلبية مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي. وحذر المحللون من أن الأمور ستزداد سوءً في حال تم إغلاق قناة السويس. حذر رون بن يشاي كبير المعلقين الاستراتيجيين في إسرائيل أن إسرائيل مطالبة بالاعتماد عليها في ظل الأوضاع الحالة ومع توافر المزيد من الأدلة على أن الغرب بات ينظر إليها كعبء على كاهله. وفي مقال نشره في موقع " واي نت " الإخباري صباح أمس الأربعاء قال بن يشاي أنه على الرغم من أن الثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي لازالت في أوجها فإنه يمكن القول أن " الإسلام المتطرف " هو الرابح الأساسي من التطورات المتلاحقة، مدعياً أن الحركات الإسلامية في العالم العربي هي الطرف الأكثر تنظيماً مما يؤهلها لاستغلال الأوضاع ومراكمة القوة السياسية، سيما في مصر وتونس والجزائر ولبنان والأردن. وأشار بن يشاي إلى أن المطالب التي رفعها الثوار في مصر تثير القلق الكبير، حيث أنهم لا يكتفون بالمطالبة بإعادة النظر في البنود التي تحظر دخول القوات العسكرية الى سيناء، بل إنهم يطالبون بإعادة النظر في البند المتعلق بتزويد إسرائيل بالغاز المصري.