هاهو واحد الفاكانسي .بداو يظهرو،ما يخسرو عليه حتى شوية فليتوكس وهما شحال يربحو فلوس .تجيبها صديقتها بسخرية ومرح: _ يمكن راهم مربيينو... ظلت الصديقتان الصباح كله يلعبن بالماء ويتراشقن بالكلمات متناسيات ما ينتظرهن مساء.فالحمام مكان الراحة الفكرية والنفسية تخرج خفيفا نشيطا رغم التعب، خصوصا إذا تلاه "براد" من الشاي بالشيبة مع شي "تَكميشة" . وكأن همومك تنزل مع الأوساخ وتتبخر مع العرق.تدخله شخصا وتخرج منه شخصا آخر.ألم تأته ابنة الجيران رافضة العريس الذي تقدم لها وخرجت منه وقد قبلته.كيف؟الله أعلم.إنه الفعل السحري للحمام.لذلك منتخبونا دائمو التغيير لمواقفهم فهم يسكنون الحمامات.وأي حمامات؟ _ يالله حكي لي ظهري. _ وخا..واشتَ بغيتي سباكَيتي واللا بركوكش؟ _ حكي وفكري فيما ينتظرك هذا المساء. _ يجب أن نذهب إلى الثانوية "بالشَّدة " فهي شهادة إثبات بأننا كنا في الحمام.وندعي بأنه كان مزدحما وبأن الماء قد انقطع وأن...وأن ...ولاشك بأننا سنقنع الحارس العام بهذه الحجج الدامغة فلا نضطر لإحضار أولياء أمورنا... _ فكرة جهنمية...هيا إلى الداخل... فجأة تلوذان بالصمت،فتنتصبان وتمشيان كجنديين وتراقبان بطرفي عينيهما المرأة الجالسة أقصى اليمين.وعندما تبتعدان بما فيه الكفاية تقولان لاهثتين في الوقت نفسه: _ أليست هذه الأستاذة ؟هي أيضا تأتي إلى هذا الحمام؟؟هل رأتنا؟ هل سمعتنا؟ هل ستخبر عنا الإدارة؟ _ يبدو أنها لا تشبه صاحبة الحمام. _ هيا نراقبها. _ ليس لها سطل نحاسي ولا طاسة نحاسية ولاقرقابة. _ لاترافقها "الطيابات". _ يمكن "قرزازة" _ لقد وضعت "بنوارا" غير مطرز مثل الذي يضعه الرجال.وتركت رأسها عاريا بدون بنيقة. _ بسّيف قرات فلْخاريجْ.راها الدّير بحال لكَور. _ ليه لكَور يجيو لَلْحمام؟؟ _ كَلت بحال... مططت الكلمة الأخيرة وجرت صديقتها إلى الداخل. تعودنا أن نجد عينة محددة من نسوة الحي أوالأحياء المجاورة التي كنا نعتبرها أقل تحضرا كفلاج النشاط والفيتنام ،فمقياس التحضر كان مدى القرب أوالبعد عن السكة الحديدية.فما كنا نقاسيه من نظرات احتقار من أصحاب الفيلات كنا نمارسه على الأقل منا.فنغلق أنوفنا وهم مارين بجانبنا،وننتراشق بالنظرات ،ونتغامز على طريقة ملابسهم. _ السروال مع الجّيبة...لعجب اليوم عندما أصبحت موضة لم تعد عجبا. تزمجر كبيرة الطيابة في وجوهنا: _ مصباح ونتوما عاطيينا للعب يلاه غسلو فيسّع وخليو الناس تغسل. ذهبت زمجرتها مع الريح....فلاأحد اهتم....