عنوان يصلح أن يكون رواية أو فيلم أو مسرحية بل يصلُح أن يكون شعارا لكل الشعوب المقهورة التي تصبر على الظلم والقهر والفقر والتجويع من طرف الأنظمة الفاسدة،أنظمة تستعبد شعوبها ، وتنهب خيراتها ،اعتمادا على البطانة الفاسدة من القوم،وأجهزة قمعية تتقوى بأموال وخيرات الشعوب.لم يكن الشاب التونسي يعلم وهذا أكيد انه بإقدامه على حرق نفسه سيطيح بأكبر ديكتاتور جثم على أنفاس قومه ما يقارب ربع قرن، فالظلم يولد الانفجار، فخرج الشعب التونسي إلى الشوارع للاحتجاج فتحولت احتجاجاته إلى مطالبة برحيل بن علي فكان له ذالك.هرب الرئيس هروب الجبناء يبحث عن مؤوى ، وتحدثت وكالات الأنباء عن تخفيه في النقاب وهذا إن صح فهو درس له على معاداته شرع الله وتشريد ونفي أصحاب الفكر والرأي المعارضين. كما لا ننسى الوقفة البطولية للجيش التونسي الذي لم يٌنفذ أوامر القتل والتنكيل بالمواطنين بل ساهم في حماية المحتجين من بطش أجهزة البوليس، لأن أنظمة البطش والقمع عند اشتداد الضغط الشعبي عليها تلجأ إلى المؤسسة العسكرية لضمان استمرار الحكم الجائر . فهنيئا لشعب تونس بهذا الانتصار التاريخي على نظام الاستبداد الذي لا يعرف معنى الديمقراطية وحقوق الإنسان وإنما كان يجيد القمع وتكميم الأفواه الحرة ونفيها أورميها في السجون. الآن هناك أعمال نهب وتخريب لممتلكات المواطنين من طرف أزلام الدكتاتور حتى يفوتوا على الشعب الاستمتاع بنشوة الانتصار التاريخي والحنين إلى عهد بنعلي، عهد الأمن المزيف .فالدكتاتورية هي التي تخلق بطانة فاسدة من المجرمين وقطاع الطرق وسفاكي الدماء ومصاصي دماء الشعب. وفي الأخير تحية النضال والصمود لمحمد بوعزيزي الذي لن تنساه تونس وسيكون حديث أجيال كثيرة،وأدعو الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته . عبد الغاني مهدي