هل ، العري وحده يكفي ، لتخلق الحدث في المغرب ؟ا " لا يمكنني بعد ممارستي الطويلة ، أن أقدم على تقديم عمل كهذا فقط من أجل الإثارة . أنا لا أسعى لإثارة أحد " لطيفة أحرار ، بطلة مسرحية " كفر ناعوم " هل ، كان لمسرحية " كفر ناعوم "، أن تثير كل هذا الجدل الإعلامي ، لو لم ترتدي بطلته لباس البحر ؟ا وهل ، كانت لتحظى ، بكل تلك الكتابات والتعاليقالصحافية ، لو لم تبدو بطلتها ، شبه عارية ، في مسرحية مغربية ، جمهورها مغربي ، وإن قدمت في المراكز الثقافية الأجنبية ؟ا وهل ، للمسرحية المعنية ، قيمة فنية تذكر ، قادرة على أن تجلب إليها الجمهور وأن تخلق الحدث ، دون أن ترتدي بطلتها ، لباس " المايو " ؟ا وهل للباس البحر ، كل هذا السحر والإثارة والإغراء ، حتى يجعل من مسرحية مغربية ، في بداية عروضها الأولى ، محط نقاش الكثيرين ، في الشارع الفني ، في الإعلام بشقيه المكتوب والسمعي البصري وفي منتديات النقاش ،على الانترنيت ؟ا وهل مشاهد " العري " مازالت صادمة ، بالنسبة للكثيرين ، رغم أن هناك آخرون ، اختاروا الطريق عينه ، لكن أعمالهم ، الشبه العارية ، لفها النسيان والإهمال ؟ا و هل ، مسرحية " كفر ناعوم " ، تستحق من منتقديها ، كل هذا الجدل الإعلامي ، بسبب مشهد شبه عاري ، لبطلته ؟ا وهل ، يكفي ، أن تقول مخرجة مسرحية " كفر ناعوم" ، عنهم أنهم " كمن يقرأ سورة " ويل للمصلين " دون أن يتم " الذين هم عن صلاتهم ساهون " ، حتى ينتهي ، كل هذا الجدل ، الذي صاحب عملها المسرحي الجديد ؟ا أم ، أنها تكتفي بحذف المشهد الذي تبدو فيه بلباس البحر ، على الخشبة وتستمر في جولتها ، في أوروبا ودول الخليج ، حيث لا مجال للحديث عن دلالة العري وعلاقة الروح بالجسد ؟ا بل ، لما خصت ،عروض مسرحيتها الأولى بالمراكز الثقافية الأجنبية دون المركبات الثقافية الوطنية ، هل كانت تنتظر ذات ردود الفعل أم أن الجهة الحاضنة ، هي من تملك مفاتيح مكان وزمان العرض ؟ا شخصيا ، أعتقد أن المشهد العاري ، في مسرحية " كفر ناعوم " لبطلته ومخرجته ، لطيفة أحرار ، إن كانت له ، من حسنة ، فإنه على الأقل ، فتح باب النقاش ، من جديد ،عن المسرح المغربي وسرغياب رموزه ورواده عن الساحة الفنية ، أين هي مسرحية " بوتليس " لمخرجها عبد الله عاجل وأين هي مسرحيات سعد الله عبد المجيد ؟ا . خاصة ، وأن اختفاء أب الفنون ، عن الساحة الفنية في المغرب ، جاء مباشرة ، بعد حصول العديد من الفرق المحترفة ، التي تنكرت ، بالمناسبة ، لهويتها النضالية ، بمجرد الشروع في توزيع الدعم ، وحصولهم على نصيب من " الكعكة " ،التي ألجمت ألسنتهم وكسرت أقلامهم ، مما يطرح أكثر من سؤال : هل ، الوصول إلى نصيب من " الكعكة " هو من كان يحركهم ؟ا هل المال كان هدفهم ؟ا و إلا ، كيف يفسرون ، سر غياب أم لم نقل موت أب الفنون ، الذي أصبح ،لا يعني للكثيرين ، شيئا ،في غياب الدعم والاحتضان ؟ا هل سحر التلفزيون والسينما والإعلانات ، سحبت البساط من المسرح الاحترافي الجاد والملتزم ، لفائدة عروض العري و الكلام الساقط ؟ا أم ، أن غياب ثقافة مسرحية ، لدى الكثيرين ممن استفادوا من الدعم ، كانت السبب وراء فشلهم في الحصول ، على جوائز في مهرجانات عربية ودولية ، سبقتنا بسنوات ضوئية ، في ميدان المسرح والدراما ؟ا لماذا ليس لنا ، مهرجانات مسرحية وطنية ، شبيهة بمهرجان قرطاج الدولي أو مهرجان القاهرة التجريبي أو مهرجان دمشق المسرحي ؟ا لماذا لا نلتفت إلى رموزنا المسرحية ، التي رفضت الانجراف وراء التيار والهرولة خلف الدعم ، ضدا على الإبداع والخلق ؟ا لماذا ، ليس لدينا برامج تلفزيونية ، تهتم بالمسرح ومجلات ومنابر إعلامية ، تقوم بنشر الثقافة المسرحية ، لدى فئة الشباب والمهتمين منهم ؟ا لماذا لم يفكر، القائمون على الشأن التلفزيوني في المغرب ، في خلق برامج ، لاكتشاف مواهب مسرحية واعدة ، في الدراما والمسرح ، تماما كما فعلت مع الكوميديا ، الغناء ، التجويد ، الكتابة الأدبية ، الاختراع، وغيرها من المجالات الفكرية والحياتية ؟ا ولماذا و لماذا ؟ا بحثا ، عن أجوبة مقنعة ، عن سر تراجع أداء مسرحيينا ، في زمن الدعم الوزاري وكثرة المركبات الثقافية والمهرجانات الفنية ، ببلادنا ؟ا هامش : مسرحية " كفر ناعوم " مستوحاة من ديوان " رصيف القيامة " . بطولة وإخراج : لطيفة أحرار