مقالة فيها مقارنة بين عاطفة الرجل وعواطف المرأة: قابلته ليلا ..سائرا على قدمين متهالكتين ووجهه مكتئب حزين دهشت فصديقي من أكثر الأصدقاء مرحا وضحكا وصخبا سألته عن حاله فى دهشة !! أجاب وعيناه تقطران حزنا :هي خطيبتى .أنى أحبها كأعز شىء فى حياتى ولكن عندما أواعدها على اللقاء أجدها لاتوافق إلا بشق الأنفس وهذا مايضايقنى ويؤلمنى ويجعلنى أعتقد أنها لاتحفل بي ولا تشعر نحوي بأي إهتمام أو عاطفة ..إلا أن نظراتها وتصرفاتها وغيرتها يؤكدون عكس ذلك !!! هنا تذكرت ماروته الأساطير الأولى أن الله حين طرد آدم وحواء من الجنة ضل كل منهما طريقه عن زميله وأخذ يبحث عنه فى كل مكان وكانت حواء أكثر شوقا على لقاء آدم فكانت تجوب السهول والجبال والقفار طوال الليل والنهار بحثا عنه أما هو فكان يبحث عنها بالنهار حتى إذا جاء الليل أوى واستراح وظل كل منهما يبحث عن الآخر على هذا النحو ..حواء لاتهدأ ليلا أو نهارا وآدم يكتفى بالبحث عنها نهارا فقط إلى أن أدرك حواء الاعياء والتعب فأوت إلى ظل شجرة وعندها التقى بها آدم فبادرها بقوله : - حواء أيتها العزيزة ..مضت الايام وأنا أبحث عنك حتى أراك وأجد راحتى ونعيمى الى جوارك وبالقرب منك . وقالت له حواء : ياعزيزى آدم إنى منذ طردنى الله من الجنة وأنا جالسة فى ظل هذه الشجرة أنتظرك !!! هنا كتمت حواء لوعتها وأخفت لهفتها فى أعماق صدرها وظهرت أمامه غير مكترثة ولا مهتمة بغيابه أو بوجوده ..!! وهكذا ورثت المرأة منذ الأزل الغموض وعرفت فى جميع مراحل التاريخ كيف تدمي القلوب ..؟ وكيف تدفع باليأس والحزن الى نفوس الرجال ثم تهدأ وتسخر منهم حتى إذا خلت الى نفسها كانت أكثر منهم لوعةوأشد حزنا وأسى . الأحباء الكرام هل هذه الصفة الطبيعية فى المرأة هى سر مانراه فى الحياة ..؟ إذ نرى الرجال يسكبون كل مافى قلوبهم من عواطف أمام المرأة ويظهرون لها كل مافى قلوبهم من حب وحنين ولوعة ..؟ أما هي فلا تتجاوب مع عواطفهم ولا تظهر إلا بعض المشاعر البسيطة والعبارات المغتصبة وكلام غامض مبهم يزيدهم لوعة ولهفة ..وكما قالت كاتبة فرنسية : "إنى أفضل أن أحترق وحدى علىأن أسكب دمعة واحدة بين يدي الرجل الذى أحبه ..!!".