قلق جزائري من تحول ليبيا إلى «قاعدة خلفية لتنظيم القاعدة» صرح وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي بأن تبادل الزيارات الجاري حاليا بين المغرب والجزائر على مستوى وزاري «لا يعني بتاتا أن فتح الحدود (المغلقة منذ قرابة 17 سنة) وارد». وأعرب، من ناحية أخرى، عن خشية بلاده من «سقوط أسلحة ليبيا بين أيدي عناصر (القاعدة) في الساحل الأفريقي».
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية مدلسي، إن الجزائر «تسعى لتطوير علاقاتها مع المغرب، لكن بعيدا عن قضية الصحراء المغربية وعن موضوع الحدود»، وهما مسألتان تسممان العلاقات الثنائية منذ زمن طويل. وأوضح مدلسي أن المسألتين غير واردتين في أجندة الزيارات التي اتفق البلدان على تنفيذها على مستوى وزاري. وكان مدلسي يتحدث لصحافيين مساء أول من أمس، بمناسبة حفل نظمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعاصمة الجزائرية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وأفاد مدلسي بشأن احتمال تأثير اختلاف وجهتي نظر البلدين حيال نزاع الصحراء على عودة الدفء نسبيا إلى العلاقات الثنائية في المدة الأخيرة، فقال: «للمغرب رؤيته لحل النزاع، وللجزائر أيضا رؤيتها الخاصة، وهي متطابقة مع موقف الأممالمتحدة».
وتطرح الجزائر مجموعة من الشروط قبل فتح الحدود البرية المغلقة منذ صيف 1994؛ في مقدمتها «أن يتعهد المغاربة باحترام الشرعية الدولية» بشأن نزاع الصحراء، زيادة على «تعهدهم بمحاربة الإرهاب عبر الحدود وتجارة المخدرات». ويرى المغاربة، من جهتهم، أن إغلاق الحدود «تم في سياق مناخ دولي وإقليمي وثنائي أصبح اليوم متجاوزا إلى حد كبير». ويعتبرون الوضع الحالي «حالة فريدة تتعارض مع تطلعات شعوب المغرب العربي».
وعاد موضوع الحدود والصحراء إلى التداول، منذ أن أعلن وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري منتصف الشهر الماضي عن اتفاق بين البلدين على تبادل زيارات على مستوى وزراء. في سياق آخر، نقلت «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مدلسي قوله، إن الجزائر تتخوف من أن تؤدي الاضطرابات التي تشهدها ليبيا، إلى قيام قاعدة خلفية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي يضم عناصر ليبية في صفوفه، بحسب تقارير المخابرات الجزائرية.
وذكر مدلسي أن «حركة كبيرة للأسلحة توجد حاليا فوق التراب الليبي، ونخشى أن يتم استغلال هذه الأسلحة لأغراض لا تخدم ليبيا، بل قد يتم استغلالها من طرف جماعات إرهابية على مستوى الساحل». وأضاف: «إنه من الضروري بالنسبة إلينا أن لا تتعرض الجهود التي بذلتها الجزائر في مكافحة الإرهاب، للعرقلة. الأمر يتعلق ببلد شقيق وجار تربطه علاقات قوية مع الجزائر.
وعليه، فإن الجزائر مستعدة لمرافقة المبادرات الدولية كافة الرامية إلى وقف سفك الدماء، ولكن من دون تدخل مباشر». وتعكس تصريحات مدلسي، قلقا في الجزائر من احتمال أن تصبح ليبيا «وجهة جهادية» في المغرب العربي شبيهة بأفغانستان، خاصة إذا تدخلت قوة عسكرية غربية في ليبيا