أكد عبد القادر اعمارة وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء على ضرورة “الانخراط القوي” للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في تفعيل الاستراتيجيةالجديدة للنهوض بالتجارة البينية التي وضعتها اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري في المنظمة. وأبرز اعمارة في كلمة أنه على الرغم من النسبة الهامة التي سجلتها التجارة البينية للدول الإسلامية خلال سنة 2011 ببلوغ نسبة 18 في المائة والتي تقترب من نسبة 20 في المائة المتوخى تحقيقها سنة 2015٬ فإن ذلك لا يرقى إلى مستوى المؤهلات والفرص التجارية والاقتصادية التي تزخر بها البلدان الإسلامية٬ مشددا على أهمية تحقيق التفاعل بين الفرق العاملة في مجال تعزيز التعاون في القطاعات الفرعية وتحسين مناخ الأعمال وتقوية القدرات التنافسية للقطاع الخاص، مع تحفيزه على الاستثمار في الفضاء الإسلامي. وأشار إلى أن تسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي والتجاري بين البلدان الإسلامية يستلزم تضافر الجهود، وتنسيقا أمثلا للبرامج والمبادرات المقدمة لفائدة القطاع الخاص لتحسين تنافسيته٬ وتوفير الوسائل اللازمة لاستغلال الفرص التجارية٬ وتشجيع الابتكار٬ والرفع من مستويات الجودة وتعزيز القدرات. و استعرض اعمارة الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تقوية الشراكة الاقتصادية مع البلدان الإسلامية ثم أكد أن هذه الجهود مكنتها من التحول التدريجي إلى قاعدة جهوية رئيسية للإنتاج والاستثمار والتصدير مستفيدة من المؤهلات الاستثمارية التي تتمتع بها. و اعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، أن إنجاح خارطة الطريق للنهوض بالتجارة البينية يستدعي بذل جهود إضافية لتجاوز مجموعة من المعيقات التي تتمثل خاصة في استئناف عمل لجان التفاوض بخصوص الاتفاقية الإطار للتجارة التفضيلية٬ وملاءمة التعريفات والرسوم الجمركية وإجراءات العبور٬ وكذا تعزيز آليات التعاون لتنفيذ خارطة الطريق من قبل المجموعات الإقليمية٬ والعمل على تحقيق التناغم بين مختلف البرامج والمبادرات التي تضعها الهيئات التابعة للمنظمة. فيما اقترح الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك الإسلامي وليد عبد المحسن الوهيب إضافة مجالات جديدة في البرنامج تخول دمج خطط ومبادرات تنمية التجارة البينية على المستويين الإقليمي والدولي٬ وتطوير برامج لتعميم مختلف المبادرات الناجحة لبلدان المنظمة في ما يخص النهوض بالاستثمارات وتعزيز القدرات التنافسية وتقوية المبادلات البينية٬ إضافة إلى عقد مؤتمر دولي يضم ممثلين عن الدول الأعضاء والهيئات التابعة للمنظمة لبحث دور الحكومات في تعزيز التجارة البينية٬ واتخاذ إجراءات عملية وناجعة لتحقيق الأهداف المسطرة في خارطة الطريق. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع٬ المنعقد بمشاركة الهيئات والمنظمات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية٬ وبتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة٬ يهدف إلى متابعة البرنامج التنفيذي لخارطة طريق النهوض بالتجارة البينية لبلدان المنظمة واستعراض الإستراتيجية الجديدة لمكتب التنسيق في هذا المال