لقد عرف عن زاوية البودشيشية أن جل اهتماماتها تنصب نحو تزكية النفس وتطهيرها، واشباع الروح والرفع من سموها... حتى تبتعد عن الخبث والخبائث، وأنها طلقت الدنيا طلاق الثلاث الذي لارجعة فيه، وان السياسة في نظرها نجاسة، والخائض فيها ناجس. لكن في غضون هذه الأيام يتبين أنها تتناقض في خطابها حين تعزل نفسها عن السياسية وتزعم أن دورها روحي كلما تعلق الأمر بالنهي عن منكرات المخزن، وبين المشاركة الفعالة بالبيانات والتصريحات والمسيرات كلما تعلق الأمر بالتصفيق على أفعاله التي تذهب بأرواح المغاربة الحقيقية والمعنوية... اذ لم تنتظر الطريقة القادرية البودشيشية كثيرا كي تعلن موقفها من مشروع الدستور المغربي المعدّل وتدعو للتصويت عليه ب "نعم" خلال الاستفتاء المنتظر في الفاتح من شهر يوليوز القادم.. وجاء التعبير عن هذا الموقف ضمن وثيقة صادرة عن مشيخة الطريقة. وضمن مضمون ذات المستند أفيد بأن كبير الطريقة القادرية البودشيشية، الشيخ حمزة بن العباس، يدعو إلى التصويت ب "نعم" على مشروع "الدستور الجديد"، إضافة إلى "المشاركة الفعالة التي ستنظمها الطريقة بمدينة الدارالبيضاء يوم السبت المقبل، 25 يونيو". حري بالذكر أن موقف الطريقة القادرية البودشيشية عدّ الأول المعبر عنه بخصوص مشروع الدستور المعدّل من بين كافة الزوايا والطرائق المنتشرة عبر ربوع المغرب، كما أن دعوة كبير الطريقة من مستقره بمداغ إلى مسيرة بالدارالبيضاء تعدّ فريدة من نوعها في سياق الإعداد لحملة الدعوة للمصادقة الشعبية على الدستور المرتقب سريان فصوله على الحياة المغربية مستقبلا ولسنوات عدّة.