بحلول يوم الجمعة الماضية 18 مارس 2011 يكون اعتصام الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي الكائن بباب الرواح بالرباط قد قطع شهرا كاملا بعد أن انطلق يوم الجمعة 18 فبراير 2011 على الساعة العاشرة صباحا، ومازال مستمرا إلى حود الساعة. و كان الدكاترة المعتصمون قد تعرضوا لمضايقات و اعتداءات من طرف رجال الأمن طيلة أيام اعتصامه الماضية، حيث أصيب بعضهم بجروح متفاوتة الخطورة، كما اعتقل بعضهم الآخر لمدد زمنية ليس بالقصيرة. كما أن فئة منهم العاملة بنيابة فاس و الدارالبيضاء قد تعرضت لاقتطاع الأجر خلال شهر فبراير المنصرم، و لكن بالرغم من ذلك، فإنهم رفضوا - بإطلاق - فض اعتصامهم و الإلتحاق بذويهم في مختلف المدن و القرى المغربية.. محملين وزارة أحمد اخشيشن مسؤولية حالات التوتر و الإحتقان و الغياب عن أداء عملهم بالمدرسة العمومية. على صعيد آخر، توصل جميع الدكاترة المعتصمين بمناسبة مرور شهر كامل على بدء معركتهم النضالية برسالة تشجيع من طرف قيادتهم الممثلة لخمس نقابات تعليمية جاء فيها أنهم أثبتوا من خلال اعتصامهم " صمودهم وقوتهم ووحدة قضيتهم ووحدة هدفهم وفعالية نضالهم " كما أنهم أثبتوا " يوما بعد يوما للجميع وللمسؤولين في الوزارة أنهم حضاريون في نضالهم وأنهم لا يطالبون منة ولا منحة ولا صدقة من أحد، وإنما يطالبون حقهم في الكرامة.. حقهم في البحث العلمي المؤسس والمهيكل.. حقهم في الاعتراف بأعلى شهادة يمنحها النظام التعليمي المغربي شهادة الدكتواه.. حقهم في التاطير والتكوين.. حقهم في المساهمة في التنمية لهذا الوطن الحبيب الذين يعاني من بعض العقليات المتحجرة التي تقف حجر عثرة أمام كل إصلاح وتغيير ". و أشارت الرسالة التي توصلت رسالة الأمة بنسخة منها إلى أن اعتصام الدكاترة صنع الحدث، وبه يصنع الدكاترة " التاريخ الذي بدأت أولى صفحاته تدون ابتداء من يوم الجمعة 18 فبراير 2011 تاريخ بدء اعتصام دكاترة قطاع التعليم المدرسي أمام وزارة التربية والوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي من اجل رفع الظلم والغبن والحصار والتهميش والإقصاء الذي يعاني منه دكاترة هذا القطاع بصفة خاصة ودكاترة المغرب بصفة عامة ". و كان الدكتور محمد المتقن المنسق الوطني للعصبة الوطنية للدكاترة قد أوضح في حديث صحفي سابق أدلى به ل " رسالة الأمة " بأن مطالب الدكاترة المعتصمين تتمثل " في تغيير الإطار لجميع الدكاترة إلى إطار أستاذ التعليم العالي مساعد دون قيد أو شرط. و في احتساب الأقدمية المادية والإدارية بأثر رجعي ابتداء من الحصول على شهادة الدكتوراه. و في فتح أبواب الجامعة والمعاهد التابعة للتعليم العالي أمام الدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي " مؤكدا على أن الاعتصام سيطول و أن الدكاترة ليسوا في عجلة من أمرهم، بعد أن تبين لهم أن الوزارة غير جادة في حل ملفهم، مشيرا إلى أن تغيير الإطار لا يعني الدكاترة في شيء " لأن العائد المادي بسيط جدا و لا يغري، لكن مطلبنا هو تمكيننا من البحث العلمي ". و جدير بالتذكير فإن ما يقارب 700 دكتورا يعتصمون أمام مقر وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي من 18 قبراير الماضي دون أن تبدي وزارة اخشيشن أي بادرة لحل ملفهم و تمكين آلاف من تلاميذهم من اسئناف دراسة المواد التي تعطلت بفعل الاعتصام.