بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك تعرض جريدة الاتحاد الاشتراكي عبر صفحاتها اليومية( فسحة رمضان ) سيرة حياة مجموعة من الرياضيين الاسفيين المتألقين في كرة القدم منذ بداية العشرينيات من القرن الماضي إلى غاية فجر الاستقلال وذلك بتخصيص حيز يومي لكل شخصية طيلة شهر رمضان لذا على كل الراغبين في معرفة تاريخ فريق اليوساس منذ التأسيس سنة 1921 إلى غاية 1956 أن يتواصلوا يوميا مع جريدة الاتحاد الاشتراكي في فسحة رمضان . هذا المجهود الثوتيقي قام به الزميل سعيد الجدياني عضو مكتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بأسفي . فريق اليوساس بأسفي مسار حياة 1921 - 1956 ( 1 ) من إعداد : سعيد الجدياني من بين أهم الدعامات و الأسس التي تنبني عليها استمرارية حياة الأمم و الشعوب وتتيح مسايرتها للتطور والتقدم الحضاري الحفاظ على الماضي واستشارته، والنبش في مخزون ذاكرته لبناء قراءة جديدة مستدامة للتاريخ من خلال العبرة و الاعتبار والاستفادة من الخبرات السالفة لإعادة بلورتها وضخها في شرايين الحاضر قصد استشراف متمكن وموثوق للمستقبل. ارتباطا بما سلف فإن القولة الشعبية المأثورة «اللي فات مات» أصبحت غير ذات معنى ولم يعد لها مكان، لأن النبش في الذاكرة وبعث أحداثها يجعل من الماضي واقعا حيا منتصبا لا يقبل التعسف، ولا يستطيع الحاضر طي صفحة من صفحاته دون قراءتها قراءة متأنية ومركزة، حتى نتمكن من أن نقدم للجيل المعاصر وللأجيال القادمة قراءة جديدة للماضي تتبنى الحقيقة الصرفة دون انحياز أو محاباة لأحد، من خلال سير حياة شخصيات تركت بصماتها جلية ومؤثرة على المشهد الوطني في جميع تجلياته السياسية و الاجتماعية والثقافية و الرياضية. من هذا المنطلق ونحن نتنسم نفحات ربانية بحلول شهر رمضان المبارك آثرنا الغوص في أعماق بحر ذكريات الماضي الرياضي لمدينة أسفي من خلال بعث الحياة في جسم أعرق فريق لكرة القدم في المغرب وهو الاتحاد الرياضي الآسفي أو ما يصطلح عليه ب»اليوساس». فالماضي الرياضي لآسفي هو جزء من درر المنظومة الحضارية العريقة التي رصعت جيد أسفي عبر التاريخ من خلال أصالتها وتراثها التليد في الآداب والعلوم والفنون. وبإقبالنا على سبر أغوار الزمن الجميل فإننا نروم من ورائه إحاطة شبابنا علما بسيرة حياة رجال تألقوا في رياضة كرة القدم، حافزهم في ذلك حب الوطن و الصالح العام في زمن لم نسمع إبانه بالمساومات والبيع والشراء في المجال الإبداعي عامة والمجال الرياضي على الخصوص، بخلاف اليوم حيث أصبح الفن و الإبداع و النجومية سلعة تباع و تشترى في سوق النخاسة بعد أن كانت رسالة سامية ونتاج معاناة ومكابدة صادقة. لكل المعطيات السالفة تستضيف جريدة «الاتحاد الاشتراكي» قراءها الكرام إلى فسحة مشوقة خلال هذه الأيام المباركة عبر عرض سيرة حياة مجموعة من الشخصيات الرياضية التي تألقت ضمن فعاليات فريق اليوساس لكرة القدم لمدينة أسفي منذ 1921 سنة ولادة الفريق العبدي إلى سنة 1956 فجر الاستقلال. عندما تم تغيير اسم الفريق من «ليوساس» إلى «نادي اتحاد أسفي» . وجريدة «الاتحاد الاشتراكي» وهي تغوص بقرائها في أعماق الذاكرة الرياضية المغربية فإنها تتوخى الإسهام في بناء مسيرة التطور الحضاري لبلدنا الحبيب من خلال التعريف بالماضي لتعزيز مكانة الحاضر وبعث الثقة في استشراف المستقبل. اختلفت الأراء حول تاريخ ولادة فريق اليوساس فهناك من يرجع ذلك إلى سنة 1918 ، حيث كانت جل عناصر الفريق من الجيش الفرنسي ، إلا أن ما هو مؤرخ وموثق بشكل رسمي هو أن تأسيس الفريق كان بتاريخ 7 شتنبر 1921 عندما قرر مجموعة من الفرنسيين والأوربيين القاطنين بمدينة أسفي تأسيس ناد متعدد الرياضات ، كان الفريق في الأول يحمل اسم (الإتحاد الرياضي لأسفي) اليوساس U.S.S، أي Union Sportive de Safi وكان جل لاعبيه من الأجانب المقيمين بالمدينة . وبذلك يعتبر فريق اليوساس أحد أعرق وأقدم الأندية المغربية وهو أقدم ناد حاليا في الدرجة الممتازة للدوري المغربي . وعند تأسيس الفريق كانت سلطات الحماية الفرنسية تمنع على المغاربة الإنخراط في الأندية الرياضية ، الى غاية سنة 1925 حيث سمحت الجامعة الفرنسية لكرة القدم لبعض الأندية بتطعيم صفوفها ببعض اللاعبين المغاربة وهكذا تم اقحام للاعبين من أبناء مدينة أسفي في فريق اليوساس حتى أصبحت تشكيلة الفريق في الثلاثينيات من القرن الماضي تمثل نصفه أو أكثر من المغاربة . بل يشكلون العمود الفقري لفريق اليوساس بينما الأجانب الفرنسيون يمثلون الاستثناء . ومع حلول سنة 1935 تمكن فريق اليوساس لكرة القدم من الفوز ببطولة الجنوب وقد حافظ على مكانته في القسم الأول إلى غاية سنة 1937 . وكان رئيس الفريق آنذاك فرنسي يسمى ( جوزيف أيار) يعمل ممرضا رئيسيا بالمستشفى ، وبين سنتي 1945 و 1952 وهي الفترة التي تألق فيها فريق اليوساس حيث عاد للقسم الوطني الأول مرة ثانية سنة 1945 واحتل المراتب الأولى في البطولة المغربية مما مكنته من المشاركة ثلاث مرات متتالية في كأس شمال إفريقيا، حيث لعب أمام أندية مغاربية كسيدي بلعباس الجزائري وحمام الليف التونسي واستطاع بلوغ ربع النهاية في إحدى مشاركاته الثلاث في كاس شمال افريقيا 1949 / 1948 غير انه لم يحافظ على مكانته ضمن فرق الصفوة إلا لسنوات قليلة ، وللإشارة فقد اتخذ فريق اليوساس علامة ) V وهذه العلامة تعني victoire أي الانتصار) كشعار له طيلة فترة الأربعينيات عوض النجمة الخماسية التي عرف بها في بداية تأسيسه . و في سنة 1955 احتل فريق اليوساس المرتبة الأولى ضمن القسم الثاني و للإشارة فقد نازل الفريق الأسفي أيضا مولودية وهران والذي كان يضم بين صفوفه حارس المرمى الكبير « بو طيني « وفريق لاسام المراكشي الذي كان يضم اللاعب المتميز سي ناصر المعروف باسم « الشينوي» وعند فجر استقلال المغرب تغير المشهد الكروي بشكل عام والمحلي بشكل خاص حيث تم تعريب اسم اليوساس U.S.S الى اسم نادي اتحاد أسفي T. C.S وبذلك انتهى اسم اليوساس . الذي كان مقررا أن يصعد إلى القسم الأول إلا أن السياسة التي عرفها المغرب آنذاك أرغمت عصبة المغرب لكرة القدم على تطبيق بطولة جهوية مصغرة، الشيء الذي حرم الفريق من الصعود. بطاقة تقنية للفريق سنة 1921 تأسيس فريق اليوساس سنة 1950 لعب ربع نهاية كاس شمال إفريقيا أمام بنزرت التونسي بالبيضاء وانتصر عليه 2 / 1 سنة 1951 لعب بوهران ضد فريق بلعباس وانهزم ب 2 / 0 سنة 1953 لم يتمكن الفريق من الحفاظ على مكانته بالقسم الوطني الأول 1954 يعود فريق اليوساس إلى القسم الوطني الأول. رفقة قيدوم المدربين المرحوم الحاج عبد القادر لخميري سنة 1956 يعود فريق الاتحاد إلى القسم الوطني الثاني سنة 1957 يعود فريق الاتحاد إلى القسم الوطني الأول انجازات الفريق * بطل كأس المغرب 1950 / 1951 * ربع نهاية كاس شمال إفريقيا 1949 / 1948 * ثلاث مشاركات ببطولة كاس شمال إفريقيا سنوات ( 1935 / 1934 - 1944 / 1945 - 1954 / 1955)