نظم مجلس الأشراف العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج فرع آسفي، صباح يوم السبت 09 يونيو 2012 بقصر الباهية بدار السلطان بآسفي، الندوة الفكرية الأولى حول موضوع : " آل البيت وامتداد الدولة العلوية الشريفة " وذلك بشراكة مع وزارة الثقافة والمجلس العلمي لآسفي وبتنسيق مع رابطة الشرفاء الحسنيين العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج، حضرها العديد من الأشراف من داخل الإقليم وخارجه، أدباء و شعراء، فعاليات جمعوية وممثلين عن الصحافة والإعلام. يأتي تنظيم هذه الندوة كأول مبادرة إفتتح بها مجلس الأشراف العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج فرع آسفي أنشطته ومبادراته الروحية والثقافية والإجتماعية، مباشرة بعد تأسيسه من طرف إخوان وأصدقاء يجمعهم الإنتساب لآل البيت الشريف المحمدي المنيف. ولم يتم اختيار موضوع هذه الندوة من فراغ، بل أملاه الإيمان العميق بالإعتزاز الذي يشعر به أعضاء المجلس العلويين وأبناء عمومتهم بآسفي كشرفاء يستمدون شرعيتهم من محبتهم الدائمة والأبدية لآل بيت الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله، وكذلك من تعلقهم بأولي الأمر منهم، بأهذاب عرش الملوك العلويين، وهو ما يعتبرونه تجديدا لبيعتهم لأمير المؤمنين جلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله وأيده وخلد في الصالحات ذكره. وبالنظر للأهمية الدينية والتاريخية لهذه الندوة، فقد تم تناول الموضوع من خلال محور ديني بهدف إشاعة ثقافة حب وإحترام آل البيت الطاهرين ؛ ومحور تاريخي كمحاولة لإبراز شخصية مولاي علي الشريف الذي يعتبر شخصية فذة تألقت في دروب العلم والجهاد والزهد وشاعت أنوارها أصقاعا مختلفة إنطلاقا من ربوع الأندلس إلى تخوم بلاد السودان ومن المحيط إلى الخليج، وكذا التعريف بضريحه رحمه الله، من حيث التأسيس والتجديد ومن حيث المكونات المعمارية والزخرفية.وقد افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية قدمها الشريف مولاي رشيد العلوي زكي، رئيس مجلس الأشراف العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج فرع آسفي والتي حملت كل معاني المحبة وعبارات الترحيب الصادقة لكل من لبى دعوة الحضور والمشاركة، مبرزا دلالة تنظيم هذه الندوة المباركة بعزته وجلاله واجتماع الفضلاء من الشرفاء العلويين وأبناء عمومتهم، ليتحدث عن صفات شرفاء آل البيت بالمغرب العزيز الذين ينتمون إلى فئة شرفها الله سبحانه وتعالى بالإنتساب إلى أعظم رسول كرم به الخالق عباده الصالحين، مؤكدا أن المجلس، بتنظيمه لهذه الندوة، فإنما لتكملة طريق الشرفاء الطاهرين من آل بيت النبي العدنان الكريم و حمل مشعل الآباء والأجداد المخلصين الزاهدين في دنيا لا تدوم إلا من حب وإيمان وتعلق بسيرة الرسول المصطفى الأمين. وقد تقدم الشريف مولاي رشيد العلوي زكي ، باسم جميع أعضاء المجلس بآسفي، بأجمل عبارات الشكر والتقدير للأساتذة الأجلاء، الشريف مولاي المامون رئيس رابطة الشرفاء الحسنيين العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج على مجهوداته النبيلة ونصائحه الحكيمة للدفع بهذا المجلس إلى الأمام، والأستاذ امبارك آيت القايد على تضحيته وتحمله عناء السفر من مدينة الراشيدية للمشاركة في أشغال هذه الندوة، والأستاذ محمد بونيت كشخصية علمية ودينية مشهود لها ومن خلاله للسيد رئيس المجلس العلمي بآسفي ولكل أعضائه، والدكتور لحسن تاوشيخت نظرا لمكانته وأهليته وتمكنه من رصد تاريخ الدولة العلوية الشريفة، من مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي إلى ملكنا الهمام سيدي محمد السادس أعز الله أمره.كما تقدم بالشكر الخالص لكل من دعم وساعد وأعان على تنظيم هذه الندوة المباركة، سواء بدعم مادي أو معنوي أو كلمة طيبة وتعلق الأمر بوزارة الثقافة وخصوصا مندوبها بآسفي والسيد محافظ المباني التاريخية بدار السلطان بآسفي، والسيد المندوب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بآسفي على تعاونه والسيد رئيس الملحقة الإدارية الخامسة على دعمه الدائم وتسهيل مأمورية فرع المجلس بآسفي، ولكل جنود الخفاء ممن آمنوا بقدرة فرع المجلس الفتي على خلق جو من المودة والتآلف وحب آل البيت وممن ساهموا في الإعداد والتنظيم والإستقبال وعملوا لأيام وأسابيع من أجل رفعة وعزة النسب الشريف وحب الوطن والعرش العلوي المجيد وشكلوا قيمة مضافة لهذا المجلس الموقر وتشجيعه للقيام بأنشطة ومبادرات مستقبلية. كما تقدم بالشكر الجزيل إلى كل المحتضنين والمتعاطفين والمحبين للمجلس على إستجابتهم لدعمه ومساندته لإنجاح هذه الندوة الفكرية والعلمية.وقد اختتم السيد رئيس المجلس كلمته بالدعاء بالتوفيق بنجاح أشغال هذه الندوة المباركة لما فيه خير هذه الأمة الكريمة تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك سيدي محمد السادس أعزه الله ونصره وأبقاه دخرا وملاذا لهذا الوطن العزيز، وأقر عينه بسمو ولي عهده الأمير المحبوب مولاي الحسن وصنوه السعيد الأمير المولى الرشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. مباشرة تقدم السيد ممثل مندوبية وزارة الثقافة بآسفي بكلمة مقتضبة أكد من خلالها على الأهمية التاريخية لقصر الباهية، مكان تنظيم هذه الندوة المباركة، الذي يعد أحد إبداعات آل البيت العلوي الشريف، والذي أسسه السلطان الشريف سيدي محمد بن عبد الله ونبت في رحابه السلطان المولى هشام، شاكرا في الوقت ذاته القيمين على هذه الندوة العلمية التي ستسلط الضوء على شخصية تاريخية لعبت دورا مهما في توحيد البلاد.كما تميزت الندوة التي لقيت استحسان الحضور، بإلقاء عرضين قيمين، كان أولهما العرض الديني الذي ألقاه الأستاذ محمد بونيت عن المجلس العلمي بآسفي تناول من خلاله بالدرس والتحليل موضوع "دلائل الإيمان في حب آل بيت النبي العدنان" من خلال ثلاثة محاور أساسية :· التعريف بآل بيت النبي العدنان.· فضل آل بيت الرسول الكريم· حب آل البيت من دلائل الإيمان.وفي آخر مداخلته، قدم المتحدث عدة نصائح للحضور الكريم للإقتداء بسنة جدنا المصطفى الأمين والتخلق بأخلاقه العظيمة والتحلي بطلاقة الوجه وإفشاء السلام وإعطاء القدوة الصالحة، مؤكدا أن ما ينبغي أن يفوح إلا مسك الهدى وطيب التقى، وأن يكونوا قدوة صالحة في كل خير وأن يعلم الجميع أن الحسنة في نفسها حسنة وهي في بيت النبوة أحسن والسيئة في نفسها سيئة وهي في بيت النبوة أشين وأقبح وأعظم عند الله ورسوله إثما وذنبا.وختم مداخلته بالصلاة على سيدنا محمد وعلى آله الذي من أحبه وأحب أهل بيته محبة ظاهرة أمنه الله في الدنيا والآخرة داعيا الله عز وجل أن يجعلنا من أعظم المحبين لهذا النبي الكريم وآله الكرام القائمين بما يجب لهم من التعظيم والاحترام.وتحت عنوان : " مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي، المجاهد العالم الزاهد " قدم الدكتور لحسن تاوشيخت العرض الثاني، حاول من خلاله إبراز الشخصية الفذة لمولاي علي الشريف والتي تألقت في دروب العلم والجهاد والزهد، وشاعت أنوارها أصقاعا مختلفة انطلاقا من ربوع الأندلس إلى تخوم بلاد السودان ومن المحيط إلى الخليج. فقد كان لها الفضل في قيام الدولة العلوية الشريفة التي أعادت للمغرب وحدته واستقراره ومجده، كما أحيت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام ومحاربة البدع والكفر كما جددت دين هذه الأمة من خلال التمسك بخلق القرآن والزهد عن الدنيا فضلا عن تعميم نور العلم ومقاومة الجهل. كما حاول الدكتور إبراز شخصية مولاي علي الشريف من خلال بعض المخطوطات النادرة التي تؤرخ لبداية الدولة العلوية من عصر المولى الشريف بن علي إلى غاية عهد السلطان مولاي إسماعيل، وهي فترة مهمة من تاريخ المغرب لم تنل حضها من الدراسة كما هو الشأن للفترات السابقة أو اللاحقة. كما تطرق إلى ذرية مولاي علي الشريف وكذا الأماكن التي استقرت بها، وبعض كراماته وتناول الحديث عن مولاي الشريف بن علي وأولاده السلاطين الثلاثة مع إيراد بعض القصص المليئة بالكرامات إضافة إلى مجموعة من الرسائل الصادرة من السلطان مولاي إسماعيل أو الواردة إليه والبالغ عددها إثني عشر، فضلا عن قصيدة شعرية طويلة في تسلسل الشرفاء وأخرى في مدح السلطان مولاي إسماعيل. كما تناول العرض وصفا لضريح مولاي علي الشريف من حيث تاريخ تأسيسه وتجديده وإصلاحه ومن حيث مكوناته المعمارية وجمالية نقوشه الزخرفية.كما عرفت هذه الندوة تنظيم معرض للصور والمخطوطات والوثائق المتعلقة بالدولة العلوية الشريفة كانت من تقديم وتفسير الشريف مولاي المامون رئيس رابطة الشرفاء الحسنيين العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج والسيد امبارك آيت القايد باحث ومهتم بالتراث السجلماسي.وقد اختتمت أشغال هذه الندوة الفكرية ، برفع برقية الولاء والإخلاص والدعاء الصالح للسدة العالية بالله أمير المؤمنين جلالة الملك سيدي محمد السادس أعز الله أمره.