أسفي اليوم / أحمد الحضاري استغرب مجموعة من المسافرين بالمحطة الطرقية بأسفي إطلاق سراح امرأتين صباح الأحد المنصرم كانتا في حالة سكر شديد، سبق أن اعتقلهما شرطي الديمومة وأودعهما داخل مكتب الشرطة للأمن الوطني بالمحطة ذاتها. وعاينت "أسفي اليوم" حجم الفوضى والارتباك الذي أحدثته المرأتين بعد أن لعبت الخمر برأسيهما، فتبادلتا الضرب على الوجه، والشتم والسب، أمام المسافرين وعائلاتهم. وكان السبب الذي أغضب إحداهن، تبدو في عقدها الثالث، وترتدي بذلة رياضية، أن أحد العاملين بشباك بالمحطة الطرقية تحايل عليها حتى أخذ منها تذكرة السفر إلى الدارالبيضاء على مثن حافلة "جدار" التابعة لشركة الشقوري بعد أن لاحظها تترنح مخمورة فخشي أن تفسد الرحلة من أسفي إلى البيضاء على الساعة التاسعة صباحا. فشرعت في سب جميع العاملين بالمحطة، ثم أتبعتهم بالمسافرين، لتسمعهم من قاموس بذيء وفاحش أحرج كثير من عائلات المسافرين الذين انسحبوا باحثين عن مكان لا يصل إليه صوتها وفي الوقت الذي تأخر فيه تدخل الأمن الموجود بمكتبين داخل وخارج المحطة الطرقية، ظهرت صديقة للمرأة المخمورة ترتدي جلبابا وتكبرها سنا محاولة إسكاتها، لكنهما دخلتا في مشادات كلامية، تطورت إلى تبادل الضرب بينهما داخل المحطة وأخذتا في سب جميع الحاضرين بالكلام الفاحش البذيء. ثم بعد ذلك ظهر شرطي بزيه الرسمي، مصحوبا بشاب بزي مدني لم يتسن معرفة هويته، ليقتادا المخمورتين إلى مكتب الشرطة للأمن، داخل المحطة ويخضعاهما لاستنطاق دام قرابة الساعة جعل بعض الفضوليين يتنصت عبر النوافذ والجدران لما سمع توسل وبكاء المخمورتين. هذا وقد تجمع عدد من المسافرين وعمال المحطة تجاه مكتب الشرطة، ينتظرون مجيء سيارة الأمن لأخذ المرأتين وتعميق البحث معهما، وتقديمهما لوكيل الملك، بسبب السكر العلني، والسب والقذف في حق الغير الذي لم تسلم معه حتى المقدسات، لتقول العدالة كلمتها، خاصة حينما شوهد خروج ودخول رجل الشرطة بزيه الرسمي متحدثا بواسطة هاتفه النقال كأنه يطلب تدخلا ما . لكن تفاجأ الجميع بحرص الشاب الذي كان رفقة رجل الأمن سواء أثناء الاعتقال، وحين التحقيق مع المخمورتين، تفاجئوا بحرصه بعد الإفراج على المرأتين، بإيصالهما على التوالي إلى سيارة الأجرة، ليؤمن لهما السفر إلى جمعة اسحيم لتأخذا وجهتهما إلى الدارالبيضاء. وتناسلت تساؤلات المسافرين عن دور رجل الأمن بالمحطة الطرقية بأسفي؟ وعن مضمون ساعة من الحديث الذي دار بين الشرطي وصديقه، والمرأتين المخمورتين اللتان روعتا المحطة.