خلال الملتقى الدولي الثاني "التراث العالمي من أصل برتغالي" (WHPO) المنعقد بين 22 و26 أكتوبر 2010 بمدينة كويمبرا بالبرتغال تم اختيار المغرب في شخص أبوالقاسم الشبري (Aboulkacem CHEBRI) عضوا باللجنة التأسيسية (Commission d'Installation) لإحداث "شبكة التراث العالمي ذو التأثير البرتغالي" (Réseau du Patrimoine Mondial d'Influence Portugaise). وضمت اللجنة في عضويتها أيضا إيمانويل كابوكو (Emanuel CABOCO)من أنغولا وحسن أريرو (Hassan ARERO) من كينيا وشيفاناندا راو (Shivananda RAO) من الهند والسيدة روزينا أليس بارشين (Rosina Alice PARCHEN) من البرازيل بصفة رئيسة للجنة. وجاء اختيار الأعضاء الخمسة بإجماع كل أعضاء وفود الدول الثمانية عشرة من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وكذا الشخصيات والمنظمات البرتغالية والدولية التي حضرت هذا الملتقى الذي نظمته جامعة كويمبرا بتعاون مع جهات حكومية وغير حكومية بالبرتغال وبدعم من منظمات برتغالية ودولية وحضره ممثلون عن منظمة اليونسكو والمجلس العالمي للمباني التاريخية وغيرهما. وقد تعقد الدورة الثالثة للملتقى بالبرازيل مثلما عبر عن ذلك الوفد البرازيلي رسميا. يذكر أن أبوالقاسم الشبري هو باحث أثري متخصص في التراث المغربي البرتغالي منذ عشرين سنة ويشغل حاليا منصب مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي بالجديدة وهو في نفس الوقت الرئيس المؤسس لجمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط ومنخرط باللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمباني التاريخية وهو كذلك معتمد من لدن منظمة اليونسكو مكلفا بتدبير الحي البرتغالي كتراث عالمي تم تصنيفه سنة 2004م. وقد تمت تزكية اللجنة التأسيسية المذكورة خلال الحفل الختامي الذي ترأسه السيد جواو كوميز كرافينيو (João Gomes CRAVINHO) كاتب الدولة في الخارجية والتعاون بحكومة البرتغال بحضور رئيس ديوان كاتب الدولة في الثقافة ونائب عمدة كويمبرا ورئيس اللجنة الوطنية لليونسكو ورئيس جامعة كويمبرا وممثل اللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمباني التاريخية وممثلة لهيأة السياحة البرتغالية. وكان أعضاء الوفد الرسمي هذا أول من وقعوا على "إعلان كويمبرا" الذي أعطى الانطلاقة الرسمية لإحداث "شبكة التراث العالمي ذو التأثير البرتغالي" وأعقبهم في التوقيع على الإعلان كل المشاركين بالصفة الذاتية و/أو المعنوية والذين ينتمون إلى فضاء الدول التي عرفت وجودا برتغاليا عبر التاريخ.واللجنة التأسيسية منتدبة لمدة ثلاث سنوات وأوكلت إليها مهام إعداد وتوفير كل الشروط الضرورية لعقد الجمع العام التأسيسي ل "شبكة التراث العالمي ذو التأثير البرتغالي" وذلك بإعداد القانون الأساسي والوثائق المصاحبة وتسجيل طلبات العضوية بالشبكة والإشراف على البوابة الإلكترونية للشبكة والدعوة إلى عقد الجمع العام التأسيسي ومباشرة الإجراءات القانونية والتنظيمية المتعلقة بالجمع العام والترخيص بإحداث الشبكة الدولية طبقا للقانون البرتغالي الجاري به العمل. علما أن "شبكة التراث العالمي ذو التأثير البرتغالي" سيكون مقرها بكويمبرا وستسهر على تسييرها خمسة أجهزة منتخبة حسب المشروع الأولي الذي تم التداول بشأنه خلال الملتقى المذكور آنفا. وستعمل هذه الشبكة الدولية على تطوير الكفاءات وتقديم وتبادل الخبرات والمعطيات والوثائق وإنعاش التكوين المستمر والبحث عن التمويل ومساعدة الدول المعنية على تسجيل تراثها ذو التأثير البرتغالي بقوائم التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، بله العناية بهذا التراث المادي واللامادي بالصيانة والتأهيل والتطوير والنشر والتحسيس.إن اختيار المغرب عضوا باللجنة التأسيسية لشبكة التراث العالمي ذو التأثير البرتغالي جاء عربونا على المكانة المتميزة للمملكة المغربية على الساحة الدولية وعلاقاته الأخوية المتينة مع كل الدول بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. كما جاء هذا التشريف/التكليف عرفانا لتراث المغرب العريق وتاريخه المشترك مع البرتغال وعدد هائل من شعوب الكون وكذلك لتجربته الرائدة في تدبير مجال التراث والثقافة عموما مثلما جاء على لسان المتدخلين والمعقبين طيلة أيام الملتقى والذين نوهوا أيضا بتوفر المغرب على مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي معبرين عن أملهم في الاستفادة من تجربة وخبرات هذا الأخير. وخلال الملتقى الثاني الأخير بكويمبرا كان المغرب، البلد العربي الوحيد الذي حضر الملتقى، ممثلا برئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة (محمد قوام) ونائب رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش (بومدين التانوتي) والمدير الجهوي للثقافة بدكالة-عبدة (عزالدين كرا) ومدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي (أبوالقاسم الشبري).وعاد الوفد المغربي إلى أرض الوطن يوم 27-10-2010م مظفرا بهذا التتويج الهام.