شاركت أمس الجمعة وزيرة التنمية الإجتماعية والأسرة والتضامن الدكتورة نزهة الصقلي بدار العجزة بأسفي نزلاءها وجبة الفطور خلال رمضان الجاري، إلى جانب والي جهة دكالة عبدة الصباري حسني وعدد من المسؤولين، حيث أبدت خلال هذا الفطور التضامني إعجابها بالدار والرعاية المتوفر للنزلاء ، كما نظمت الكتابة الإقليمية لحزبها التقدم والاشتراكية محاضرة بعنوان "جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية" ألقتها عضو الديوان السياسي الصقلي مساء اليوم نفسه بفضاء المسبح البلدي. استهلت الدكتورة نزهة الصقلي محاضرتها بسرد مجموعة من الأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها الوزارة، مشيرة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أعطت نفسا جديدا للعمل الإجتماعي والتضامني، مبرزة في الوقت ذاته أن مدينة آسفي تتميز بنسيجها الجمعوي المتنوع، وتزخر بمؤهلات اقتصادية هامة، ووصفتها أيضا بالمدينة المناضلة، متمنية لها المزيد من الاستثمارات لضمان فرص الشغل لفئات عريضة من الشباب. وأشارت في مداخلتها على أن كل المؤشرات تدل على أن المغرب خطى خطوات مهمة جدا في جميع الميادين، وأضافت أن هناك تقدم واضح في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة مستحضرة عمل المؤسسات الضامنة لحقوق الإنسان، كالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وديوان المظالم. وفي ميدان الحكامة الجيدة، ذكرت الحضور بالمفهوم الجديد للسلطة وبالتدبير الجماعي المبني على مقاربة تشاركية من خلال إشكالية مخطط الجمعيات المجتمع المدني، مستحضرة لجن المساواة وتكافؤ الفرص التي جاء به الميثاق الجماعي للأشخاص المعاقين والمسنين والذين لهم حركية محدودة. وفي معرض حديثها، أعلنت على أن استحقاقات 2009 عرفت تمثيلة 3428 امرأة في الجماعات المحلية، مما يدل على أن مشاركتها كانت واسعة. كما استحضرت الورش الكبير للجهوية الموسعة التي ستعطي دينامية ذاتية، ودفعة قوية للديمقراطية. وفيما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، أشارت على أن الحكم الذاتي هو الخيار الوحيد للنزاع المفتعل في الصحراء، وتطرقت في مستهل عرضها إلى الأوراش الكبرى التي عرفها المغرب، مشيرة في الوقت ذاته أن السنة المقبلة ستعرف إنطلاق الورش لإنجاز الطريق السيار الجديدةآسفي، وفي الميدان الإجتماعي، بذلت مجهودات كبيرة تقول الدكتورة الصقلي حيث أن 55% من ميزانية الدولة مخصصة للقضايا الإجتماعية، وفي هذا السياق، أضافت المتحدثة أن التغطية الصحية والتأمين على المرض بالنسبة للمعوزين سيتم تعميمهما قبل 2012 في جميع جهات المملكة، وأضافت أنه تم ضخ 19 مليار في صندوق المقاصة حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين. وبالإدارات العمومية أضافت الوزيرة أنه تم التخلي عن السلاليم من 1 إلى 4 حيث سيستفيد منه آلاف الموظفين. وفي المجال التعليمي تطرقت إلى البرنامج الاستعجالي وما واكبه من إصلاحات جذرية، تروم بالخصوص مساعدة الأطفال في وضعية صعبة ومحاصرة الهدر المدرسي. وفي سياق المهام المنوطة بوزارتها والتي تهدف بالأساس إلى تنمية العمل الإجتماعي أشارت إلى ظاهرة تشغيل الأطفال وظاهرة أطفال الشوارع، وما ينجم عنها من مأساة إجتماعية لها انعكاسات سلبية في مسيرتنا التنموية، لذا يجب إدماجهم في الحياة الإجتماعية وخلق المزيد من المراكز الإجتماعية للأشخاص المسنين، وأوضحت المتحدثة أن هناك مشروع قانون للنهوض بأوضاع الأشخاص المعاقين. وفي معرض حديثها أشارت الدكتورة الصقلي على أن هناك تراجع في العمل السياسي وهذا يتبلور من خلال العزوف ليتم التعبير عنه في استحقاقات 2007، مشيرة لتفشي الرشوة واستعمال المال الحرام وقت الانتخابات، هذا يعني أن هناك فراغ سياسي، وفي هذا الإطار أضافت المتحدثة أن حزبها التقدم والاشتراكية يقترح تعاقد سياسي جديد من خلال مجموعة من الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من شأنها أن تجمع كل القوى السياسية في البلاد من أجل إعطاء دفعة جديدة للعمل السياسي، ونهج أساليب جديدة لتخليق السلوك السياسي والإرتقاء به والحصول على خريطة سياسية واضحة المعالم لتمكين فرز نخبة مؤهلة لتدبير شأن البلاد، معلنة أن حزب التقدم والاشتراكية يقترح كذلك تحضير ميثاق اجتماعي واقتصادي، وفي الميدان الإعلامي قالت الدكتورة الصقلي يجب الوصول إلى توافق حول معايير السياسة الإعلامية المبنية على حرية التعبير وأخلاقيات الممارسة الإعلامية..