سنوات عدة قاربت العقد والنصف العقد من الزمن تلك التي مرت على مجموعة من المشاريع المهمة التي تمت برمجتها خلال الدورات السابقة للجماعة الحضرية الزاوية بآسفي والتي تم الشروع في بناءها لشهور قليلة تلتها فترة وقوف تام وشامل لها إلى حدود الساعة،بل الأمر لم يقف عند عملية التوقف عن الأشغال بهذه المشاريع التي كلفت ملايير السنتيمات فحسب،بل تحولت هذه البنايات الضخمة غير المحروسة إلى أماكن مهجورة ومرتعا للمتشردين والمتسكعين،بحيث إنه وفي حال خروجها إلى الوجود كانت خدماتها ستستفيد منها ساكنة هذه المنطقة الجنوبية لآسفي التي يصل تعدادها إلى حوالي 100 ألف نسمة والتي تعيش فوق مساحة تقدر بحوالي 33 كيلومتر مربع.فهاته المشاريع تمت برمجتها بناء على متطلبات وحاجيات الساكنة التي دأبت الجهات المسؤولة على إقصائها من جميع المشاريع الهامة والاكتفاء فقط على المنطقتين الشمالية والجنوبية لمدينة آسفي،مع العلم أن الوضعية الاجتماعية لأغلب ساكنة هذه المنطقة تعيش الفقر كون أغلبها توقف عن العمل الذي كان يرتكز أساسا على تصبير السمك بسبب إغلاق معامل التصبير لأبوابها مند مدة التي كانت هي المورد المالي الوحيد لها. ولرد الاعتبار إلى هذه المنطقة التي تعيش منذ سنوات التهميش سواء على مستوى المرافق أو البنيات التحتية من خلال غياب الفضاءات الثقافية والرياضية والاجتماعية،وأثناء وجود ثلاث جماعات حضرية آنذاك بمدينة آسفي " جماعة بوذهب،جماعة الزاوية، وجماعة بياضة" إضافة إلى المجموعة الحضرية،ارتأى مجلس جماعة الزاوية آنذاك باعتبارها من الجماعات الغنية في المغرب والذي كان يتكون من مجموعة من المستشارين الجماعيين المتحدرين من المنطقة والذين ذاقوا حر المعاناة والتهميش إلى تخصيص مبالغ مالية مهمة لإنجاز بعض المشاريع علها تمتص غضب الساكنة وتساعدها على الاندماج في الحياة بشكل عادي،بحيث تمت برمجة مشروعي المركب الرياضي ومركز الإيواء،والذي كان من المنتظر أن يستفيق شباب حي المطار خاصة ومنطقة الزاوية عامة على هاتين المعلمتين والمتمثلتين في مركب رياضي مهم بعدما ابتدأت الأشغال به بتاريخ 02 /12/ 1996 على مساحة تقدر ب 2400 م2 بمبلغ مالي قدره 5.124.364.92 درهم أدي منه مبلغ 5.110.305.64 درهم ويتكون من قاعة مغطاة،مدخل،مخدع للملابس،إدارة، مصحة،مرافق تقنية،مرافق صحية،خمس محلات تجاري،مرأب لمختلف الإصلاحات،قاعة للرياضات،ساحة للعب،منصة شرفية للاستقبالات،مدرجات،قاعة للصحافة والإعلام،قاعة الاجتماعات وقاعة لإعطاء التعليمات للرياضيين،ثم مركز الإيواء الذي ابتدأت الأشغال به بتاريخ 15/10/1996 بمبلغ مالي قدره2.183.131.24 درهم،أدي منه مبلغ 1.941.404.24 درهم على مساحة تقدرب 1965 م2 ،ويتكون من قاعة للتنشيط،مقصف،مطعم،مطبخ،مرافق صحية،مقتصدية،قاعة للتبريد،مكتب المشرف على المركز،قاعة للمطالعة والعروض،15غرفة كاملة المرافق ومرفق خدماتي،لكن حلم الشباب تحول إلى سراب كون البنايتين عرفتا توقفا في الأشغال منذ عدة سنوات وأصبحتا شبيهتين بالأطلال."ملي سكنا في هاد المطار أوهاد المركب موقف من شحال هادا،عامر غير بالشمكارة،أوكان واحد السيد عساس عليه،ولكن شحال هاد باش حيد،أوراه سرقو لحديد منو،أودابا كيظلوا كاعدين فيه السكيريا أو حتا الشفارة،أوليداتنا ميقدروش يدوزو من حداه" يقول أحد قاطني حي المطار.فعلى المستوى الثقافي،فمنطقة الزاوية تعرف ركودا ثقافيا لافتقارها للبنيات التحتية الضرورية،بحيث تتواجد بترابها ثانويتين تأهيليتين،وثلاثة ثانويات إعدادية،واثني عشرة مدرسة ابتدائية،وكل هذه المؤسسات التعليمية تضم أعدادا كبيرة من التلاميذ الذين هم في حاجة ماسة إلى مركز ثقافي يساعدهم على المطالعة وملأ أوقات فراغهم مع العلم أن المنطقة كانت تتوفر سابقا على ثلاث خزانات بلدية،لتصل في الوقت الراهن إلى خزانة واحدة بعدما تم إفراغ مقر خزانة الزاوية وإرجاعه إلى مالكه،وتفويت مقر خزانة زين العابدين إلى إحدى الجمعيات،لتبقى خزانة كاوكي الوحيدة والتي تنعدم بها شروط الفضاء الثقافي كون قاعتها لا تتسع لأكثر من ستين طالبا،بحيث إنه وأمام كل هذا وافق مجلس الزاوية على بناء مركز ثقافي الذي ابتدأت الأشغال به في 20 نونبر 1996 حيث أدي مبلغ 4.233.917.05 درهم من مبلغ الصفقة ويتكون من مكتبة،قاعتين للمطالعة،خمسة أقسام،قاعة للاجتماعات،مرافق إدارية،ورشة،مرافق صحية،قاعة متعددة الاختصاصات،قاعة لفن البلاستيك،ثلاثة أقسام للموسيقى،مسجد،قاعة لتعليم المسرح،قاعة لتعليم الرقص الكلاسيكي،قاعة لفن التصوير الفوتوغرافي،مكتبين،مرافق إدارية ومرافق صحية،لكن مباشرة بعد الانتهاء من هذا المشروع تم تفويته إلى التكوين المهني الذي حوله إلى معهد متخصص في تقنيات التواصل.ولحل مشكل الباعة المتجولين،ولكون سوق كاوكي يعتبر من بين الأسواق العشوائية التي تعرف زحفا كبيرا يوما بعد يوم وتشكل سدا منيعا بين ثانوية الهداية الإسلامية والأحياء والذي يصعب معه على الأساتذة والتلاميذ المرور منه،تمت برمجة مشروعي بناء سوقي القليعة وكاوكي،حيث ابتدأت الأشغال بالأول بتاريخ 6 مارس 1997 وبلغت صفقته 1.582.419،50 درهما،أدي منها مبلغ 816.095،00 درهما،ليبقى إلى يومنا هذا سوق القليعة مغلقا بعدما انتهت الأشغال به،بينما سوق كاوكي فقد توقفت الأشغال به منذ سنوات وأصبحت بناياته عبارة عن أطلال وملجئا للعديد من المتسكعين والمشردين وشاربي الكحول.وتتساءل الساكنة القريبة من سوق كاوكي المخرب عن أسباب تتمة أشغال مشاريع وترك أخرى عرضة للضياع والتخريب،خصوصا بعدما ارتأت في وقت سابق إلى توجيه شكايات في موضوع تتمة أشغال مسجد كاوكي،وهي الشكايات التي لقيت تجاوبا من خلال تتمة الأشغال به،بعدما بلغت صفقته 1.546.973.00 درهم،أدي منها مبلغ 306.360.00 درهما وابتدأت الأشغال به في 4 أكتوبر 1999،ولم تنته إلا في السنتين الأخيرتين.ومعلوم أن كل هذه المشاريع المتوقفة كان مجلس الزاوية في وقت سابق قد وافق خلال دورة أكتوبر 2001 على تغيير تسمية بعض الفصول وتغيير البرامج بميزانية التجهيز،وذلك بتخصيص مبلغ 147.439.84 درهم لتتمة بناء سوق القليعة حسب تسميته الجديدة،ومبلغ 1.014.511.84 درهم لتتمة بناء سوق كاوكي،ومبلغ 247.502.34 درهم لتتمة أشغال بناء مركز الإيواء،لكن كل هذه البنايات بقيت على حالها وتحولت إلى أطلال بعدما صرفت عليها ملايير السنتيمات،لتبقى آمال ساكنة الزاوية معلقة على المجلس البلدي الحالي وذلك بالمطالبة بمناقشة وضعية هذه المشاريع الضخمة في إحدى دورات المجلس وإيجاد الحلول الملائمة حتى لا تبقى عرضة للضياع وحتى يتسنى لساكنة المنطقة الاستفادة من خدماتها على غرار المشاريع التي تبرمج بمنطقتي بوذهب وبياضة،مع العلم أن موارد مالية مهمة يستخلصها المجلس البلدي من كيماويات المغرب المتواجدة بتراب الزاوية والتي لاتستفيد ساكنة المنطقة منها سوى بالغازات السامة التي تظل مضخات هذه المعامل تقذف بها والتي تستنشقها صباح مساء.