تجري السلطات الأمنية بآسفي بحثها في قضية هروب السجين عبدالمجيد نهيري المزداد سنة 1978 من مستشفى محمد الخامس بآسفي ليلة السبت/الأحد ،حيث ابتدأ البحث بالتوجه صوب زنزانة الفار التي تم العثور بداخلها على خريطتين اثنتين،رسم على الأولى محور الهروب الذي ينتهي بالجزائر،والثاني ينتهي بالضفة الأخرى.ومن بين القرارات التي اتخذتها ولاية أمن آسفي فور فرار السجين تلك المتعلقة باستدعائها صباح يوم الأحد الشرطيين اللذين كانا مكلفان بحراسة السجين ،حيث تسلمت منهما السلاح وجميع المستلزمات التي تخص مجال الأمن الوطني التي كانت بحوزتها،في انتظار أخذ القرار النهائي في حقهما بعدما وضعتهما تحت الحراسة النظرية.وتقوم السلطات الأمنية في الوقت الراهن بتكثيف بحثها عن السجين الفار المتحدر من منطقة إيغود التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 64 كيلومترا ،والمحكوم بثلاثين سنة حبسا نافذا بتهمة اقترافه لجريمتي قتل في حق شقيقين،حيث قضى من العقوبة الحبسية المحكوم بها سنتين اثنتين تقريبا.وتتخوف الأجهزة الأمنية من إقدام الهارب على تنفيذ جريمة ثالثة كون القضية التي اعتقل من أجلها تعود إلى إقدامه على قتل شقيقين والتي جاءت بعد الحقد الدفين الذي كان يكنه الجاني لهما عندما اتهماه بإضرام النار بالدوار، زيادة وحسب معلومات استقاها موقع" آسفي اليوم" إلى اتهامه لوالدة القتيلين كونها كانت وراء وفاة والدته بسبب تناولها لمادة الزجاج.وتختلف سيناريوهات هروب السجين الذي خلق حالة استنفار أمني بمختلف المناطق بآسفي وجميع المداخل، فمنها من تتهم الشرطيين بشكل مباشر بتقصيرهما في أداء مهامهما من خلال مغادرة أحدهما لمكان عمله، وخلود الآخر إلى النوم ، ومنها من يشير إلى أن المتهم هرب من المرحاض عندما أوهمهما بأنه يعتزم قضاء حاجته، فيما ترى جهات مسؤولة على أن المسؤولية التقصيرية لا تقف فقط على الشرطيين ،بل أيضا مندوبية السجون التي تتحمل هي الأخرى جزءا من المسؤولية في هذا الفرار ،كون الفار استغل انعدام طبيب منذ أزيد من سنة بسجن آسفي الذي من المفروض أن يقف على حقيقة حالته الصحية قبل نقله إلى المستشفى ، وهي الطريقة التي أصبح يستغلها بعض السجناء لتكسير روتين السجن ، كما أن اللباس الذي كان يرتديه عند ولوجه المستشفى عاديا والذي هو عبارة عن "فوقية"، وليس زي نزلاء السجن مما ساعده على الخروج من المستشفى بشكل عادي.وتنضاف عملية الهروب هاته التي تزامنت مع تعيين مدير جديد للسجن المحلي لآسفي إلى لائحة السجناء التسعة الذين سبق وأن فروا من سجن القنيطرة الذي كان يشغل فيه هذا المدير مهمة رئيس المعقل ، فهل هو نحس يطارد المدير الجديد؟