كما يعلم الجميع فالعالم اليوم يمر بتحديات كثيرة و معقدة في سبيل التصدي لوباء "كورونا"، هذا الاخير الذي سوف يقلب موازين القوى الكبرى على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية منها. ويبقى الإهتمام منصبا على شيء واحد وهو إكتشاف لقاح ينهي هذه المأساة التي أظهرت معدن الجميع، وخصوصا في بلدنا المغرب. ومن حسنات هذه الجائحة أنها عرت على واقع مغطى بثوب شفاف، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما كنا نراه من خلال الفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعي عن كيفية تعامل رجالات السلطة مع المواطنين في إطار تنزيل حالة الطوارئ الصحية وذلك وفق خطة "التمرميق و الركيل"، وهذا هو التعامل اليومي العادي مع كل المواطنين البسطاء حتى قبل "كورونا"… وكذا عندما أصبح الكل عاطلا فجأة، ينتظر ما سوف ترمي به الدولة من فتات من خلال صندوق الدعم " يأتي أو لا يأتي". أو تهرب الآلاف من الباطرونا من تسجيل مستخدميهم في صندوق الضمان الاجتماعي، والمضحك المبكي في الأمر أن حاميها حراميها فمن ينتظر منهم حماية حقوق الأجراء هم أول من يهضمها.. فوزير حقوق الانسان و ما تبقى من الحريات، والوزير الأعجوبة "وزير البطالة" رئيس المجلس الاداري لصندوق الضمان الاجتماعي، كشفت " كورونا" انهم أيضا لم يقوموا بتسجيل مستخدميهم.. "الطالب لي نتسناو بركتو دخل لجامع ببلغتو". وتبقى وزارة الصحة بإمكانياتها المتواضعة تقوم بمجهودات جبارة لمواجهة "كوفيد19" رغم انفجار بعض البؤر من داخل مستشفياتها. كل هذا يهون لكن ان نمر اليوم بساحة محمد الخامس باسفي، ونجد المجلس البلدي منهمكا في طلاء الطاجين متبعا سياسة "لمزوق من برا" كأن المدينة لاينقصها سوى الطلاء "وهي طلاتو وطلطلاتو شحال من عام هذا" .. وتجد بعض الصحافة تنقل خبر تزيينه كأنه لقاح سوف يقينا شر هذه الكارثة التي قصمت ظهورنا. هذا المجلس الذي عوض ان يهتم بالضروريات والأولويات "بارك كيصبغ فينا"، "اش خاصك العريان…". فلو كانت آسفي تتوفر على مركزين إستشفائيين لما انفجرت البؤرة الطبية بها، لكن بدل ان نبني المستشفيات وننشئ المعامل لتحريك عجلة التنمية بالإقليم، نزين الطاجين و نضع "لعكر على لخنونة". فإذا كانت ميزانية تزيين الطاجين لاتكفي لإنشاء مستشفى، فأكيد أنها تكفي على الأقل لسد الحفر و تزفيت الطرقات المهترئة بالمدينة.