حركة غير عادية تلك التي عرفها قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين الأخير،عندما توافد عليه بشكل كبير عدد من المرضى الذين يشتكون من الدوران في الرأس والقيء والعياء،حيث وصل عدد الوافدين على هذا القسم إلى حدود الساعة العاشرة من مساء يوم الاثنين إلى 54 حالة والتي تأكد على أنها تسممات غذائية تتوزع بين أطفال وشباب وكبار من بينهم سيدة حامل،إذ تم وضعهم جميعا بأقسام الأطفال والنساء والمستعجلات،في انتظار استقرار حالتهم الصحية. وحسب المعلومات التي توصلت بها السلطات المحلية والأمنية ومسؤولي المستشفى،فإنها تفيد حسب تصريحات المصابين والمصابات أن أسباب هذا التسمم تعود إلى كونهم تناولوا مساء يوم الأحد الأخير وجبات سريعة عبارة عن" كفتة اللحم" من محل مخصص للأكلات الخفيفة،ليصابوا بعدها مباشرة بدوران في الرأس ووجع على مستوى بطونهم،مصحوبا بتقيؤات،اضطروا معها إلى التوجه صوب قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية. وفي اتصال هاتفي للموقع بالدكتور عبدالحكيم مستعيد المدير الإقليمي للصحة بآسفي أكد على أن عدد الحالات التي توافدت على قسم المستعجلات وصل إلى حدود الساعة العاشرة من مساء يوم الاثنين إلى 54 حالة،غادرت منه المستشفى بعض الحالات التي تماثلت للشفاء،بينما الحالات الأخريات المتبقية فبدأت في التحسن،في انتظار استقرارها،حتى يتسنى لها مغادرة هي الأخرى المستشفى،بعدما تكلف طاقم طبي بتتبع هاته الحالات والسهر عليها بتعليمات من السيد عامل إقليمآسفي. وعلمت الجريدة على أنه وفور علمها بكون المصابين تناولوا وجبات سريعة من محل للوجبات السريعة الذين لا يبعد مقره إلا بأمتار قليلة عن المستشفى،وبالضبط بشارع بوردو،انتقلت إلى عين المكان لجنة مختلطة تضم مسؤولين أمنيين والسلطة المحلية والمكتب الصحي أخذت عينات من الأطعمة المتواجدة بالمحل،كما تم فتح تحقيق في هاته النازلة بأمر من الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي قصد الوصول إلى حقيقة الأمور،وتم بعدها في اليوم نفسه اتخاذ قرار يقضي بالإغلاق الفوري لهذا المحل. ومعلوم أن مدينة آسفي تعرف في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا لمحلات الأكلات السريعة،منها ما يوجد بصفة قانونية،ومنها ما يوجد بشكل عشوائي دون أن تشمل الجميع المراقبة الصحية من قبل المكتب الصحي أو المصالح الاقتصادية بعمالة آسفي،كما أن هاته الواقعة شبيهة بمثيلة لها وقعت منذ سنوات عندما تعرضت عدد من الفتيات تقطن بدار بوعودة لتسمم جماعي عندما تناولن حلويات من نوع"ميلفوي"من أحد المحلات هناك والذي جراءه تم اعتقال صاحب المحل،والحكم عليه بالسجن النافذ.