تفجرت مؤخرا قضية سرقات علمية همت بحوث الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية. وسائل الفريق الإشتراكي بمجلس النواب ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي، حول وجود "عمليات الغش والسرقات العلمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية". وقال النائب البرلماني عن الحزب عمر أعنان، أنه "بلغ إلى علمهم من طرف مجموعة من الطالبات والطلبة، أن الفريق البيداغوجي لماستر سوسيولوجيا الهجرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قد أقر ثبوت عمليات غش وسرقات علمية في عدة بحوث نهاية التكوين لطالبات وطلبة فوج 2019-2022". وتأسف ذات البرلماني في سؤاله أنه "رغم إصدار هذه النتائج التي تم الكشف عنها بواسطة برنامج إلكتروني متطور، عمد بعض الأساتذة إلى إجراء مناقشة بحوث مع هؤلاء الطلبة الذين أقر الفريق البيداغوجي للماستر عدم استحقاقهم وأحقيتهم بالمناقشة". وشدد البرلماني عن حزب "الوردة"، أن "هذا الإجراء يتنافى كليا مع أخلاقيات البحث العلمي و مبادئ تكافؤ الفرص بين الطلبة ويضرب عرض الحائط بحقوق المتميزين والمجدين منهم؛ كما أنه أمر مشين يمس بصورة الجامعة المغربية ويطعن في مكانتها ومصداقية شواهدها". وساءل البرلماني ، الوزير ميراوي عن "الإجراءات الإدارية والقانونية التي ستتخذها الوزارة من أجل وقف هذه التجاوزات العلمية والقانونية التي تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطالبات والطلبة بالجامعة المغربية". الكلية ومجلس المؤسسة، سارعت إلى إصدار بيان توضيحي نفت فيه وجود "سرقات علمية" طالت بحوث ماستر سوسيولوجيا الهجرة. عمادة الكلية قالت أنها تأكدت من سلامة هذه البحوث، بفحصها باستعمال برنامج iThenticate الذي يمكن من قياس نسبة التشابه في الأبحاث العلمية والمعتمد من قبل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، و أظهر أن نسبة التشابه تتراوح من 3 إلى 10%، و أقرت لجنة المناقشة أن هذه النسبة الضئيلة لا تعود بالضرورة إلى نية الانتحال، ولا تمس مشروعية مناقشة الأبحاث.
و أشارت إلى أن الأمر يتعلق ببحوث نهاية الدراسة في سلك الماستر، التي تستلزم من المشرفين انخراطا أكبر في تكوين الطلبة على ممارسة البحث العلمي وتتبعا مستمرا لتقدمهم في إنجاز بحوثهم، وتقتضي الوقوف على حالات التشابه، أو التطابق، أو عدم التمكن من الاستعمال الصحيح للاقتباسات والمعطيات، أو الغش أثناء عملية الإشراف طيلة السنة، وليس يوما قبل بداية مناقشات تم الإعلان عن قبولها ، وشددت على أنها ستواصل التصدي لجميع محاولات المس بمصداقيتها العلمية.