رغم الإعلان عن موجة أخرى لانتشار فيروس وباء كورنا المستجد "كوفيد 19" وظهور متحوراته ببلدنا، عادت ظاهرة نصب الخيام لإقامة حفلات الأعراس والولائم والمآتم ببعض أزقة وطرقات مدينة وجدة وبعض مدن الجهة الشرقية، وذلك تجنبا لإقامتها بقاعات الأفراح المكلفة ماديا ولبعدها عن وسط المدينة مسافة وقربها من بيت العريس أو العروس أو دار العزاء. ظاهرة خطيرة في هذه الظروف الاستثنائية قد تساهم في استفحال هذه الجائحة وتأزيم الوضع الصحي للمواطنين لما قد يسهل انتقال العدوى وتفشيه في فضاء مغلق لا يحترم فيها المدعوون أو الزائرون الإجراءات الصحية والوقائية من استعمال الكمامات والتباعد والكثرة من التقبيل والسلام والتحية والتزاحم في الجلوس على موائد الأكل والشرب في أطباق مشتركة وتبادل الملاعق وكؤوس المشروبات والخبز واللحم والفواكه وغيرها. يضاف إلى ما سبق أن عملية نصب الخيام في الطرقات والأزقة غير قانونية لم تعهدها مدن الجهة الشرقية التي اعتادت إقامة حفلاتها بالمنازل بالنسبة للأسر المتواضعة أو الراغبة في تقليص المصاريف، أو قاعات الحفلات المنتشرة بضواحي المدن بالنسبة للعائلات الميسورة، مع احترام القوانين الجاري بها العمل التي تأخذ بعين الاعتبار راحة ساكنة الحي وسكينتهم وتحترم حريتهم في التحرك وتضمن سلامتهم داخل المحيط. ويعمد عدد من السكان إلى غلق منافذ زقاق أو طريق بالحي أو حتى الشوارع بواسطة حواجز، ثم ينصبون خيمة تغطي الزقاق أو الطريق أو الشارع وفي بعض الأحيان إحدى الجهتين من طريق ثنائي قد يكون مسارا لخط حافلات النقل الحضري الذي قد يرغم السائق على تغيير الخط إلى آخر غير مؤمن، ضدا على القانون أو تجاوزا له، بمباركة من بعض السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة بسبب صمتها وغياب ردود فعلها، رغم المخاطر العديدة والمتنوعة التي يشكلها هذا الوضع الغير الطبيعي. إغلاق منافذ الطريق للأشغال العمومية يتطلب وضع إشارات بعيدة عن مكان الأشغال ب50 متر داخل المدينة، حسب أحد المهندسين، لإشعار السائقين بذلك حتى يتمكنوا من التخفيف من السرعة أو تغيير الطريق، أما والحالة أن الطريق مغلق بدون علم السائقين، أصحاب السيارات والشاحنات والدراجات النارية، قد يتسبب في حادثة سير خطيرة بل كارثية تؤدي إلى ضحايا بالعشرات من المدعوين الآمنين الغارقين في حفلتهم. نصب الخيام يتطلب غرس أوتاد لأكثر من 50 سنتيمتر في أرضية الأزقة والطرقات المعبدة التي صرف عليها ملايين الدراهم، ثم تترك الحفر عرضة لمياه الأمطار التي تتسرب إلى عمقها وتتسبب، بعد أشهر، في إتلاف قشرتها الفوقية ثم تعبث بها الأرجل وعجلات السيارات والدراجات لتتحول في النهاية إلى مسلك من الأتربة والأحجار في الصيف ، وبرك من الماء والأوحال في موسم الأمطار. ضجيج الأبواق القوية تنفذ إلى أعماق البيوت ولا تتوقف إلاّ عند الساعة السابعة صباحا، رغم أن القانون يحدد الموجات الصوتية في 100 متر طيلة الليلة ولا تتجاوز السهرة منتصف الليل، وبذلك تتحول الأصوات إلى ملوث صوتي يؤذي الساكنة ويحول ليلهم إلى كابوس، دون الحديث عن المرضى والرضع والأطفال والعجزة الذين هم في حاجة إلى هدوء وسكينة. مهندس بالجماعة الحضرية بوجدة أكد أن لا أحد يسلم تراخيص لهذا النوع من الأنشطة الخاصة بالأعراس، كما لا يمكن السماح لأي كان بتدمير الممتلكات العمومية التي تصرف عليها الجماعة مبالغ ضخمة من ميزانيتها ولا زالت لم تنته بعد من تعبيد جميع أزقة وطرقات المدينة. مسؤول آخر بمجلس الجماعة حمّل المسؤولية للسلطات المحلية التي تتواجد بعين المكان وتتوفر على السلطة ووسائل المنع والردع خلافا للجماعة الحضرية التي ليس في إمكانها إلا التبليغ.