وجهت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نهاية الأسبوع المنصرم، عن طريق السلك الديبلوماسي، مذكرة كتابية للأرشيف الديبلوماسي الفرنسي التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية تحث من خلالها على أهمية استرجاع المغرب لأرشيف المرحوم عبد الكريم الخطابي، في إطار جهود الحفاظ على الأرشيف الوطني والذاكرة المغربية الجماعية. وجاءت مراسلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان دعما لطلب في الموضوع سبق أن وجهته مؤسسة أرشيف المغرب للأرشيف الديبلوماسي من أجل استرجاع الوثائق الأصلية للمرحوم عبد الكريم الخطابي التي توجد بحوزتها، بعد أن استحوذت الجيوش الفرنسية عليها سنة 1926. كما تأتي هذه المراسلة أيضا في سياق المبادرات المشتركة للمؤسستين الرامية للنهوض بالأرشيف المغربي، خاصة في إطار وحدة حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي بكل روافده، المحدثة لدى المجلس. "حفظ الذاكرة الجماعية محور مهيكل في عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، تقول بوعياش في خطابها المطالب باسترجاع أرشيف المرحوم عبد الكريم الخطابي، "لأن للأرشيف الوطني، علاوة على قيمته الرمزية، أهمية بالغة في توطيد دولة الحق والقانون وفي قراءة الأحداث التاريخية، خاصة ما يتعلق منها بتاريخنا الراهن". وفي وقت سابق ، كشف جامع بيضا، مدير أرشيف المغرب، أن فرنسا ترفض مد المغرب بأرشيف إدارة الريف و وثائق حرب الريف التي صودرت من طرف فرنسا سنة 1926. و قال بيضا أن أرشيف المغرب يعرف أين هي هذه الوثائق ، والتي تحتفظ بها فرنسا في مقر الارشيف الدبلوماسي ضواحي باريس. و أكد بيضا ، أن فرنسا ترفض منح الأرشيف للمغرب ، وتقدم عذرا مفاده أن الإفصاح عن "أوراق عبد الكريم" يعتبر إفشاء لأسرار السيادة الفرنسية. و اعتبر مدير أرشيف المغرب ، أن الأرشيف ليس من إنتاج الإستعمار الفرنسي ، بل أرشيف مغربي سلم لفرنسا في وقت من الأوقات لكي لا يسقط في أيدي الإسبان. بيضا أكد أن الأرشيف المتواجد لدى فرنسا من حق المغرب ، مشيراً إلى إمكانية اللجوء إلى الوسائل القانونية لاسترداد الأرشيف المعروف ب"أوراق عبد الكريم". و مرت العام الماضي، مائة عام منذ انتصار المقاومة في الريف ضد الاستعمار الإسباني في معركة أنوال ، و التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ الاستعمار الإسباني، الذي ألحقت به هزيمة فادحة.