بات وزير الصحة خالد آيت الطالب في حرج شديد أمام الجهات العليا بسبب تأخر تسلم لقاح سينوفارم من الصين بعد توقيع اتفاقيتي شراكة وتعاون مع المختبر الصيني "سينوفارم" في غشت الماضي. الصينيون حسب مصادر مطلعة يرفضون تزويد المغرب باللقاح في الوقت الراهن ، إلى أن يتم تلقيح مواطنيهم بشكل كامل ، وهو ما أغضب وزير الصحة الذي تلقى وعوداً وصفها مقربوه ب"الكاذبة" حول اللقاح. إضافة إلى ذلك ، فإن الصين ترفض منح الضوء الأخضر لشركات الأدوية المغربية لإنتاج لقاح كورونا مغربي 100 في المائة. تقارير كانت قد ذكرت أن المغرب بعد نيل التراخيص للتسويق من مديرية الأدوية بوزارة الصحة، سيصبح في دجنبر الماضي بلد إنتاج للقاح فيروس كورونا المستجد، لتسويقه لبقية بلدان القارة الإفريقية ودول الجوار ، وهو الأمر الذي لم يتم لحدود الآن. و يبدو أن المختبر الصيني "سينوفارم"، حسب ذات المصادر يرفض حالياً على الأقل نقل تجربة إنتاج اللقاح إلى المغرب ، إلا بعد مرور أشهر من الآن. هذه التطورات هي التي دفعت المغرب إلى دق باب شركة أسترازينيكا ، لتسلم شحنة أولية من اللقاح في غضون هذا الأسبوع للشروع في تلقيح أطر الصحة و الأمن و ذوي الهشاشة من المواطنين ، إلى حين التوصل بشحنة اللقاح الصيني المقدرة ب40.5 مليون جرعة. البروفيسور، عز الدين الابراهيمي، عضو اللجنة الوطنية العلمية حول "كوفيد 19′′، كان قد كتب منشوراً على صفحته الفايسبوكية قبل أيام ، قال فيه أن سؤال أين اللقاح يردده الجميع هذه الأيام مع كثير من الشائعات. و ذكر إبراهيمي ، أن تأمين شراء ملايين الجرعات لا يعني مباشرة التوصل بهما و الشروع في التلقيح. و اعتبر ابراهيمي، أن نجاح المغرب في تأمين هذه الصفقات التجارية منذ مدة ووضع خطة للتلقيح الجماعي تبقى مشروطة بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات و المضاربات التجارية حولها. و أشار إلى أن صعوبة تلقي المغرب للقاح لغاية الان ، مرده الى عدة اسباب بينها " ان القدرة التصنيعية للعالم محدودة، و رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، لن تتمكن الشركات من صنع 10 ملايير جرعة مطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية." و مما سيزيد من نذرة ذلك حسب ابراهيمي ، كون الدول المطورة للقاحات اشترت جميع الجرعات. كمثال على ذلك، فأمريكا و اوروبا اشتريتا كل منهما 800 مليون جرعة. و اضاف ان " كل اللقاحات و المواد الأولية للأدوية و تصنيعها، تسيطر عليها دولتي الهند و الصين و يجب أن نقبل أنه لن نتمكن من أي تلقيح قبل أن تقوم به هذه الدول. فلن تسمح هذه الدول أن نسبقها لذلك وهي المطورة أو المصنعة لهذه اللقاحات". و ذكر ان " كل الدول الغير المصنعة و المطورة للقاحات تمكنت من شرائها من خلال مضاربات تجارية كبيرة" ، مشيرا الى ان " هناك دول اشترت اللقاحات ثلاث إلى خمس مرات ثمنها و منذ شهر يونيو. وكذلك جشع بعضها فكندا مثلا اشترت خمس مرات ما تحتاجه من جرعات".