عقد رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، شكيب بنموسى، اليوم الثلاثاء، جلسة عمل مع الممثلين المؤسساتيين لجهة العيون-الساقية الحمراء. ورام اللقاء، الذي يأتي في سياق سلسلة اللقاءات والجلسات التي تقوم بها اللجنة للقاء المواطنين والفعاليات السياسية والمدنية والمنتخبين، الانفتاح على الاقتراحات والإسهامات التي يبلورها الجميع من أجل نموذج تنموي تشاركي ودامج، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية. وقال السيد بنموسى في كلمة خلال افتتاح اللقاء، إن مرحلة العيون تكتسي أهمية فائقة في عمل اللجنة، على اعتبار الخبرة التي راكمتها جهة العيون-الساقية الحمراء، بفضل أجرأة النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة الموقع أمام الملك محمد السادس سنة 2015 بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وأوضح السيد بنموسى أن هذا النموذج الصميم بجهات جنوب المملكة يرتكز على عدة مبادئ مهيكلة من قبيل الثقة والحكامة والاستدامة، ويحدد الأهداف الاستراتيجية الطموحة، لاسيما تلك المتصلة بتنويع مصادر النمو ودعم الإشعاع القاري للأقاليم الجنوبية للمملكة. وذكر أن عقد هذه اللقاءات الجهوية يأتي في سياق المقاربة التشاركية التي تؤطر عمل اللجنة وتنبني على قناعة أن الجهات تعد أحد الفاعلين الأساسيين في صياغة النموذج التنموي. ويتعلق الأمر حسب السيد بنموسى، باستجماع التوصيات التي يبلورها فاعلو أقاليم جنوب المملكة لضمان تفعيل أمثل للنموذج التنموي الجديد، مضيفا أن سلسلة اللقاءات تعد فرصة للتطرق للإمكانات الواعدة التي تتوفر عليها جهات المملكة واستشراف السبل الكفيلة بغية خلق أقطاب جهوية قادرة على خلق الثروات وتوزيعها وفق مبادئ العدالة الاجتماعية بالإضافة إلى ضمان شروط الاستدامة. من جهته أكد والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عامل إقليمالعيون، عبد السلام بكرات، أن النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة يضع المواطن في قلب كل المشاريع تحفيزا للرأسمال البشري بالجهة. وأوضح السيد بكرات أن كل المشاريع الكبرى التي يتضمنها هذا النموذج تمضي في وتيرة مطردة، مشيرا إلى التزام مختلف الشركاء لإنجاح هذا المشروع الطموح. أما رئيس مجلس الجهة، سيدي حمدي ولد الرشيد، فأشاد من جانبه، بالاستثمارات الضخمة التي عبأتها الدولة منذ عودة هذه الأقاليم إلى حوزة الوطن، مؤكدا أن كل المشاريع المندرجة في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية جرى إطلاقها. وأوضح السيد ولد الرشيد أن إسهام القطاع الخاص في هذه الدينامية السوسيو-اقتصادية المشهودة دون الانتظارات، مسجلا الحاجة إلى تعزيز التشاور بين كافة المتدخلين، مع أخذ الخصوصيات الجهوية بعين الاعتبار. وفي تصريح للصحافة، قال عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أحمد رضا الشامي، إن اللجنة، انفتحت، في إطار جلسات استماعها للفعاليات المدنية والسياسية، على الجهات، على اعتبار محورية الدور الذي تضطلع به هذه المنظومات الترابية. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أن المسؤولين الترابيين بالجهات هم المخولون، بحكم القرب، على تسويق رؤى واضحة تهم مؤهلات الجهات وما تختزنه من إمكانات. وفي تصريح مماثل قال أحمد الجماني، عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، إن اللقاء يأتي في سياق سلسلة اللقاءات والجلسات التي تقوم بها اللجنة للقاء المواطنين والفعاليات السياسية والمدنية والمنتخبين، مضيفا أن غاية المناسبة تكمن أساسا في إرساء وتأصيل المقاربة التشاركية التي تعد عماد النموذج التنموي. وأوضح أن لقاءات من هذا القبيل تترجم أهمية المجالات الترابية، على اعتبار أهميتها، في عمل اللجنة، مشيرا إلى أن اللقاء الذي تحتضنه جهة العيون-الساقية الحمراء، يقارب أساسا المنظومات الجهوية الاقتصادية، بالنظر لدورها الريادي في حفز النمو وخلق الثروات وتقليص نسب البطالة ترابيا.