تجمع آلاف الأشخاص، اليوم الأحد، في كافة أنحاء فرنسا تكريما للمدرس صامويل باتي، الذي قتل أول أمس الجمعة، في جريمة أثارت حزنا شديدا في البلاد، وتم على إثرها وضع عشرة أشخاص في الحبس الاحتياطي. وفي باريس، تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية التي انطلقت منها المسيرة الحاشدة في 11 يناير 2015 عقب الهجمات التي شنها متطرفون على مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، حيث هتفوا في المكان "أنا صمويل" و"حرية التعبير وحرية التدريس"، وسط تصفيق طويل بين الفينة والأخرى. كما نظمت تجمعات أخرى في مدن فرنسية كبيرة، لاسيما في كل من ليون (شرق)، وليل (شمال)، ونيس (جنوب-شرق). وشارك في التجمع العديد من الشخصيات السياسية من جميع الاتجاهات، منها رئيس الوزراء جان كاستكس، وعمدة باريس الاشتراكية آن هيدالغو، والرئيس اليميني لمنطقة إيل دو فرانس، التي تضم باريس، فاليري بيكريس، وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، كما انضم الرئيس السابق الاشتراكي فرانسوا هولاند للتجمع. إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمنان اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر لدى كشف أرقام لنشاط قوات الأمن، أن هناك "231 شخصا يقيمون بصورة غير قانونية يجب طردهم وهم ملاحقون للاشتباه بتطرفهم". وكشف عن أن بينهم 180 شخصا في السجن حاليا. وأوضح الوزير الفرنسي أن هؤلاء مدرجون على لائحة المهاجرين السريين ال851 في الملف الخاص بالوقاية من التطرف لأهداف إرهابية. وتابع أن 428 من هؤلاء طردوا. وأعلن الوزيرأن "12 من دور العبادة التي تشجع على التطرف" أغلقت في شتنبر، منها مسجد غير معلن ومدرسة خاصة ومركز ثقافي وخمسة محلات. وتم إغلاق 73 مكانا يشتبه في انتهاجها التطرف في فرنسا منذ مطلع العام. وكان صامويل باتي قد قتل بقطع الرأس، وهو رب عائلة يبلغ 47 عاما، قرب مدرسة كان يدرس فيها التاريخ والجغرافيا في حي هادئ بمنطقة كونفلان سانت -أونورين، في الضاحية الغربية لباريس، حيث أردت الشرطة منفذ الجريمة وهو عبد الله أنزوف، لاجئ روسي من أصل شيشاني يبلغ 18 عاما. وفي كونفلان سانت-أونورين حيث حصلت الجريمة، تجمع نحو ألف شخص، هم أهالي تلاميذ ومسؤولون ومواطنون، بحزن شديد أمام المدرسة التي كان باتي يدرس فيها. ورفع كثيرون لافتات كتب عليها "أنا أستاذ"، ما يعيد إلى الذاكرة شعارات "أنا شارلي" التي رفعت حول العالم بعد الهجوم على مقر "شارلي إيبدو". وتم توقيف 11 شخصا في القضية ووضعوا في الحبس الاحتياطي منذ مساء الجمعة، خصوصا أقارب المهاجم إلى جانب بعض الأشخاص الذين شجعوا على الانتقام من الأستاذ.