كشف اليوم الاربعاء، محمد ربيع الخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أن المملكة دخلت عهداً جديداً بقطاع النقل السككي بفضل قطار البُراق. ذات المسوول شدد خلال كلمته في الندوة المخصص لقطار البُراق كرافعة للتحول كتعدد الأوجه، برعاية المٓلك محمد السادس، أن الاستثمار المهم في هذه المشروع، ساهم في تعزيز القطاع الإنتاجي الوطني وإحداث فرص العمل ورأس مال غير مادي وحماية البيئة، معتبرا أن خط القطار فائق السرعة يعد تدشينا ل »عهد جديد في مجال السكك الحديدية، ورمزا لتجربة سفر جديدة تلبي الإقبال المتزايد على خدمات النقل ». وشدد الخليع، على أن استراتيجية السفر عبر القطارات خضعت لتجديد كامل وأصبحت أكثر ولوجية من ذي قبل، مشيرا إلى أن الاستراتيجية ارتكزت على أربعة محاور أساسية هي مفهوم جديد للسفر، وخطة نقل شاملة، وعروض مبتكرة للجميع والتميز التشغيلي، بغية تغيير مفهوم السفر لدى الزبناء وجعل ركوب القطار أكثر متعة. وأضاف الخليع أن البراق يخدم مجالا سوسيو- اقتصاديا يمثل نسبة 44 في المائة من الساكنة وينتج ما يقرب من 60 في المائة من الناتج الداخلي الخام، كما أنه يعد رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأداة لتطوير قطاع النقل السككي الوطني على المستوى التكنولوجي والتدبيري والمهني. كما أشار الخليع إلى أن المكتب الوطني للسكك الحديدية دخل مرحلة تطويرية جديدة بغية عصرنة قطاع النقل السككي وتعزيز الإنجازات التي تم تحقيقها، الأمر الذي سيتم تجسيده من خلال برنامج تعاقدي بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية. الى ذلك، قال وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبد القادر عمارة، إن القطار فائق السرعة « البراق » أتم سنته الأولى بنجاح، ما يبرز التقدم الذي تم إحرازه في قطاع النقل السككي بالمغرب، والذي أدخل البلاد في حقبة جديدة شعارها التنمية المستدامة والمربحة، وأتاح للمواطنين تجربة سفر جديدة. وأشار الوزير إلى أن قطاع النقل السككي الذي يشهد دينامية تحول مكنت المغرب من تحسين موقعه على الصعيدين الإقليمي والدولي من حيث جودة البنيات التحتية وقدراتها التنافسية، عرف تحولا فريدا من خلال تنفيذ مشاريع كبرى لتطوير والرفع من قدراته. وتابع أن البراق الذي تطلب إنجازه سنوات من العمل الدؤوب وتعبئة متواصلة على كافة المستويات يعد اليوم مصدر فخر للمغرب، مشيرا إلى أن عهد البراق سيكون له ما بعده. من جهته، أكد وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، في كلمة تلاها باسمه الكاتب العام للوزارة، زهير الشرفي، أن البراق الذي يعد المشروع الأول من نوعه فيما يتعلق بالقطارات الفائقة السرعة على الصعيد الإفريقي، هو جزء من سياسة الأوراش الكبرى التي أطلقها الملك، مضيفا أنه حقق نتائج جيدة من حيث النشاط وجودة الخدمات. وأبرز الوزير أنه، على مدى العقدين الماضيين، بذلت فرق المكتب الوطني للسكك الحديدية جهودا مهمة في سبيل التحديث، تخللتها استثمارات مهيكلة مكنت من تزويد المغرب بشبكة سككية تكرس تحسين الاتصال والتنقل داخل المملكة، علاوة على تعزيز جودة وانتظام الخدمات المقدمة للمسافرين وكذا المشغلين الاقتصاديين. كما أوضح بنشعبون أن تحقيق هذا المستوى من الأداء يرجع أساسا إلى المواكبة الحثيثة للدولة، مبرزا أن هذه المواكبة تجلت في إتمام أربعة عقود برامج متتالية تهم أساسا إعادة هيكلة تحسين وضعية المكتب، وتحسين وتعزيز قدراته، وتوسيع ورفع قدرة الشبكة الوطنية للسكك الحديدية، وكذا تجديد أسطول العربات وبناء أول خط فائق السرعة. وأكد أن الإنجازات الحالية تجاوزت النتائج المتوقعة، بحيث أن المكتب الوطني للسكك الحديدية سجل 2,5 مليون مسافر في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وينتظر أن يصل إلى ثلاثة ملايين زبون عند نهاية السنة الجارية. أما من حيث جودة الخدمة، فقد أظهر القطار فائق السرعة مستويات « مرضية للغاية مع معدل التزام بالمواقيت بلغ 97 في المائة، ومعدل رضا الزبناء نسبته 92 في المائة ». وتشكل الندوة الثانية حول « القطار فائق السرعة البراق، رافعة التحولات متعددة الأوجه »، التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية وبشراكة مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، مناسبة لعرض حصيلة سنة كاملة من دخول البراق للخدمة باعتباره وسيلة نقل مستدامة، وأيضا لعرض تجارب بلدان أخرى في هذا المجال.