يحل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم السبت، بمدينة طنجة في زيارة عمل رسمية للمغرب تدوم يومين، يلتقي خلالها الملك محمد السادس. وبحسب بيان صادر عن الإليزيه، فإن الزيارة “ستتيح لزعيمي الدولتين تبادل الآراء وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين في عدة مجالات، خاصة محاربة التطرف الديني والتعاون الاقتصادي والتحضير للمؤتمر الدولي حول المناخ الذي ترأسه فرنسا هذا العام، ويرأسه المغرب في العام المقبل”. ويرافق هولاند وفدا رفيعا من ستة وزراء، من بينهم الوزيرتان من أصول مغربية نجاة بلقاسم وزيرة التربية، ومريم الخمري وزيرة العمل، بالإضافة إلى وزير الخارجية لوران فابيوس ووزيرة البيئة سيغولين روايال، وشخصيات فنية ورياضية فرنسية من أصول مغربية. وحرص هولاند على أن يرافقه في هذه الزيارة وفدا من رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى، لا سيما أن العديد منها يعمل في السوق المغاربية، ومن بين مرافقي هولاند؛ أنطوان فيرو رئيس شركة “فيوليا”، وباتريس كين رئيس مجموعة “تاليس”، وبيار مونغان رئيس الشركة الوطنية للماء والكهرباء. وبالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، سيتناول هولاند ومضيفه الملك محمد السادس سبل تعزيز التعاون الأمني بين باريسوالرباط بخصوص محاربة الإرهاب، وملاحقة الجهاديين الفرنسيين من أصول مغربية، الذين تورط بعضهم في الأشهر الأخيرة بمحاولات اعتداء على أهداف فرنسية. وتأتي هذه الزيارة لتكرّس بشكل نهائي مسلسل المصالحة بين البلدين، الذي انطلق في يناير الماضي، بعد مرور نحو عام من تأزم العلاقات، على خلفية قيام الشرطة الفرنسية، مطلع العام الماضي، باستجواب مدير الاستخبارات المغربية، عبداللطيف الحموشي، الذي كان في زيارة عابرة لباريس. واعتبر المغرب آنذاك الحادث مسًا بسيادته فبادر إلى تجميد العلاقات الدبلوماسية وعلّق التعاون القضائي والأمني بين البلدين. وفي مطلع العام، جرى التوقيع على اتفاقية جديدة للتعاون القضائي بين البلدين، تضمنت بندًا يتيح للمسؤولين المغاربة تفادي كل أنواع المساءلة القضائية في فرنسا، إلا بعد الحصول على موافقة القضاء المغربي، وهي المبادرة التي أدت إلى تنقية الأجواء، والتمهيد لزيارة الملك محمد السادس إلى باريس في يناير الماضي.