تطرق خطباء المساجد بالمملكة اليوم الجمعة في خطبهم إلى مسألة الإحتفال بالسنة الميلادية الجديدة و المعروفة لدى المغاربة ب”البوناني”. و ذكر خطباء المساجد التابعون لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ، اليوم الجمعة أن الإحتفال بما يسمى السنة الميلادية الجديدة ليس فيه حرج للمسلمين بشرط أن يكون بنية الإحتفال فقط و ليس بنية الإعتقاد و استحضار الدين. و قال أحد الخطباء في العاصمة الرباط أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الضعيفة التي يستشهد بها أناس ل”تكفير الآخرين بمجرد احتفالهم بالبوناني وهذا أمر لا يجوز”. و أضاف أن المسلم الذي يريد الإحتفال مع أسرته بأكل الحلوى و شرب المشروبات الغازية ، أمر مستحب و ليس مكروهاً كما يشاع ، مشيراً إلى أن ” المرء عليه أن يحاسب نفسه على العام الذي مضى و ليس أن يفرح”. هذا و يخوض نشطاء “السلفية الجهادية” في المغرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى عدم الاحتفال برأس السنة الميلادية، إذ عمدوا إلى تبادل ملصقات ورسائل دينية على موقع الفيسبوك تحرم من وجهة نظرهم تبادل الهدايا وشراء حلوى “البوناني” بداعي أنها “حرام وتشبه بالنصارى”. حسن الكتاني، أبرز وجوه “السلفية الجهادية”، الذي يقود حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد احتفالات رأس السنة ، قال أنه : “جرت عادة علمائنا على جعل المناسبة شرطا في الكلام على منكرات معينة. ولذلك، ففرض كفاية على المسلمين هذه الأيام استنكار ما يحدث في البلاد من تشبه مشين بالكفار، وذلك بالاحتفالات برأس العام النصراني بوضع الشجرة الخبيثة ومجيء باباهم نويل لإعطاء الهدايا للأطفال لابسا بذلته الحمراء بلحيته البيضاء وشراء حلوى رأس سنتهم”. وأضاف الناشط السلفي: “فلا يشك من شم رائحة العلم وكان عنده شيء من الدين في أن هذه المظاهر هي تشبه قبيح بأمة النصارى في أخص أعيادهم وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب إنكار ذلك بدل الإنكار على المصلحين والدعاة الصاحين”. من جهته ، توجه السلفي السابق محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف ب “أبو حفص”، إلى بيروت عاصمة لبنان للإحتفال ب'الكريسماس' حيث نشر على صفحته الفايسبوكية صورة مع شجرة “الميلاد”، وأرفقها بتعليق قال فيه : “الاحتفال بهذه المناسبات هو اليوم ثقافة وعادات وفرص للفرح والابتهاج”.