دعا وزراء أفارقة مكلفون بالنقل ، مساء اليوم الخميس بمراكش في إطار المنتدى الافريقي الأول للسلامة الطرقية ، إلى تحيين الإطار التشريعي والتنظيمي المتعلق بقطاع النقل من أجل ادخال مقتضيات جديدة تشجع على تعزيز السلامة الطرقية . وأكدوا في البيان الختامي الذي توج أشغال هذا المنتدى الذي احتضنته المدينة الحمراء على مدى ثلاثة أيام حول موضوع ” السلامة الطرقية بإفريقيا .. رافعة للتنمية المستدامة “، أن البلدان الافريقية مدعوة إلى تفعيل سياسات واستراتيجيات ناجعة في مجال السلامة الطرقية بهدف التقليص من معدل قتلى حوادث السير بالقارة السمراء. وبعد أن أثاروا الانتباه إلى مسألة هامة ترتبط بالتمويل ، دعا الوزراء كافة الدول الافريقية إلى مزيد من الانخراط من أجل تمويل جميع الجوانب المتعلقة بالسلامة الطرقية ، مسجلين أن تحسين السلامة وعلى نحو ناجع لا يتأتى دون توفير الموارد التمويلية الضرورية. كما أبرز الوزراء الأفارقة ضرورة خلق وكالات لتدبير السلامة الطرقية والرفع من الميزانيات المخصصة لمجال السلامة الطرقية في القارة. ودعوا بنفس المناسبة ، إلى اعتماد اجراءات تشجع على استيراد سيارات صديقة للبيئة وآمنة بما في ذلك السيارات المستعملة. وتضمن البيان ، أيضا ، الدعوة إلى النهوض بالشراكة مع المجتمع المدني باعتباره فاعلا أساسيا في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية . كما عبر الوزراء الأفارقة عن أسفهم بشأن معدل الوفيات بسبب حوادث السير بإفريقيا والذي يعتبر الأعلى في العالم ، مشيرين إلى أن حوادث السير تحرم القارة من موارد هامة يمكن استخدامها من أجل تحقيق النمو والتنمية. وعرف المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية حضور حوالي 600 مشارك من وزراء وخبراء ومهتمين ينتمون لأزيد من 70 دولة، من بينها 45 دولة إفريقية، يمثلون القطاعات الحكومية والمهنية ومكونات المجتمع المدني. ويعتبر هذا المنتدى ، المنظم من قبل وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والبرنامج الإفريقي لسياسات النقل تحت الرعاية الملكية ، منصة لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة في هذا المجال. وشكل هذا الملتقى فرصة للاستفادة من إنجازات الدول المشاركة بعضها البعض في مجال السلامة الطرقية، بحيث تكون أوجه التشابه السوسيو- اقتصادية والثقافية بين البلدان الإفريقية دعامات هامة وعوامل رئيسية للنجاح. وسعى هذا المنتدى إلى خلق إطار افريقي للتفكير والبحث حول المواضيع المتعلقة بالسلامة الطرقية ، وتعزيز الالتزام بالسلامة الطرقية في إفريقيا لتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة على الطرق للأمم المتحدة 2011-2020 ، والعمل على برمجة لقاءات بين المؤسسات والمنظمات الحكومية والخبراء والفاعلين الاقتصاديين والمقاولات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية بالقارة العاملة في هذا المجال. كما يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب الرائدة بشأن السلامة الطرقية في القارة الإفريقية، والنهوض بالتعاون بين البلدان الافريقية في مجال السلامة الطرقية، وتطوير التبادل والعلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين الأفارقة في مجال السلامة الطرقية، والتحفيز على الاستثمار في مختلف القطاعات المتعلقة بالسلامة الطرقية، وتعزيز إدماج التكنولوجيات الجديدة في تدبير وتسيير السلامة الطرقية بإفريقيا، والتبادل والاستفادة من الخبرات والتراكم الإيجابي للمنظمات غير الحكومية من أجل ترسيخ القيم في المجتمعات بإفريقيا. وناقش المشاركون في المنتدى مواضيع همت التدبير الاستراتيجي والمؤسساتي للسلامة الطرقية، وتمويل البرامج، وإدماج التكنولوجيات الجديدة، وتعزيز القدرات والكفاءات، وإدراج السلامة الطرقية في تدبير المقاولات والدراسات والبحوث، بالإضافة إلى الانفتاح على مكونات المجتمع المدني. وبالإضافة إلى المناقشات العلمية والتقنية التي عرفها المنتدى ، أتيحت الفرصة للفاعلين المؤسساتيين والمهنيين ومكونات المجتمع المدني لتنظيم اجتماعات بهدف تبادل التجارب ، ونظم في هذا الإطار ، معرض شكل فضاء للتواصل والتعارف أتاح لممثلي الجهات المعنية في مختلف البلدان الإفريقية بناء وتوطيد علاقاتهم البينية، بغية تنمية وتعزيز المهن في مجال السلامة الطرقية. ويأتي تنظيم هذا المنتدى القاري بمدينة مراكش ليشكل حدثا هاما لمواصلة أشغال قمة المناخ “كوب 22 ” في شقه المتعلق بالإعلان العالمي لفائدة المناخ والتنمية المستدامة.