لم يعلن رسميا عن الموعد النهائي لزيارة الملك محمد السادس المرتقبة لروسيا، وباستثناء تصريحات لدبلوماسيين روس أو مغاربة عن زيارة قبل نهاية السنة، إلا ان تأكيد القيام بها جاء في تقرير أمريكي عن صفقة أسلحة روسية للمغرب خلال هذه الزيارة المؤجلة. وقالت تقارير أمريكية ان صفقة شراء أسلحة ثقيلة من بينها غواصة تهدف تمتين علاقات المغرب الإستراتيجية مع روسيا، التي تعرف نموا في مختلف الميادين رغم التباين الأيديولوجي، خاصة أيام الحرب الباردة ووقوف المغرب في الصف الأمريكي، المناهض لموسكو وشيوعيتها. إذ في عز هذه الحرب وقعت الرباط صفقة الفوسفاط مع موسكو أو ما عرف بصفقة القرن، ورغم دعم حلفاء موسكو الشيوعية لجبهة البوليساريو واعتراف بعضهم بجمهوريتها، إلا ان موسكو بقيت حذرة بالاندفاع نحو هذا الدعم والاعتراف، وهو ما أراح الرباط ليتطور الموقف مع بدايات هذا القرن، وتجد موسكو، ما بعد الشيوعية، أقرب إليها من واشنطن حليفتها الأيديولوجية، في الموقف من النزاع الصحراوي. صحيفة «world tribune» الأمريكية قالت ان صفقة التسلح الإستراتيجية بين البلدين، وقوامها غواصة ومروحيات عسكرية بالإضافة إلى صواريخ بحرية، كانت على وشك ان تتم عام 2013، غير أن تأجيل زيارة الملك محمد السادس لروسيا، علق إبرام الاتفاقية، لحد الآن. ونقلت الصحيفة الأمريكية، التي تعنى بالقضايا الدولية، عن مصادر قريبة من الملف أن الصفقات العسكرية التي سيبرمها المغرب مع روسيا «مهمة وستطور من القدرات القتالية للجيش المغربي»، وذلك نظرا لأنها ستسمح لهذا الأخير بالتوفر على أسلحة لم يسبق له التعامل معها. وقالت أن البحرية الملكية ستقوم باقتناء غواصة روسية من طراز «Amur 1650»، يصل سعرها إلى حوالي 300 مليون دولار، لتوفرها على إمكانيات قتالية عالية، سواء من حيث قدرتها على حمل صواريخ مضادة للسفن البحرية أو مهاجمة أهداف أرضية بدقة عالية. وأضافت الصحيفة ان اعتزام المغرب شراء صواريخ مضادة للغواصات بهدف تجهيز فرقاطاته العسكرية الأربع بأسلحة نوعية، بهدف التوفر على أسلحة ردع بحرية للغواصات المتوفرة لدى دول الجوار، وإبرام هذه المعاملة يتماشى مع توجه الجيش المغربي لتعزيز ترسانته الحربية البحرية. وكشفت أن الرباط ترغب أيضا في اقتناء مروحيات عسكرية من موسكو، من دون أن يحدد إن كانت من المروحيات المقاتلة أم تلك المتخصصة في نقل الجنود و القيام بإنزالات وسط ساحات القتال، لافتا إلى أن هذه الصفقات يمكن أن تتم بين الطرفين على المدى البعيد. وبررت «world tribune» لجوء المغرب إلى صناعة السلاح الروسية بالدافع الاقتصادي في المقام الأول، اذ أن أسعار الروس تعتبر تنافسية مقارنة بالأسلحة المصنعة في الغرب، إلى جانب بدء ذات الصناعة بتطوير أدائها لدى موسكو، بشكل كبير، حيث باتت قريبة من التوفر على التقنية الغربية نفسها في المجال. ونقلت الصحافة الأمريكية، عن مصادرها، ان صفقة التسلح بين الرباطوموسكو من المرتقب أن تبرم معها تعهدات «اتفاقية طويلة المدى»، تهم البيع والصيانة وتكوين طاقم عسكري مغربي وتأهيله لقيادة الغواصة. وحسب معطيات فنية عن الغواصة، نشرتها بعض الصحف فإن الغواصة الروسية «أمور 1650» تعد من أحدث الغواصات الروسية غير النووية، وتصنف من الجيل الرابع من تصميم مكتب «روبين» المعروف بالاستشارات العسكرية الفنية الروسية وانتجها الروس، بغية منافسة نظيرتها الفرنسية «سكوربيون» والألمانية «تايب -212». وتتسم بخفة الوزن، بالمقارنة مع الفرنسية أو الألمانية، حيث تزن 1760 طنا، في حين انها تملك تكنولوجيات حديثة بنسبة 70%، مقسمة من الداخل إلى خمسة أقسام رئيسية، مزدوج ومغطى بطبقة عازلة لكتم الصوت ويشغلها طاقم من 36 فردا فقط. وميكانيكيا، يدفع الغواصة محركا ديزل ومحرك كهربائي، بالإضافة إلى محرك بخلية وقود أكسجين من نوع «كريستال» يسمح للغواصة بالبقاء في الأعماق من دون طفو لمدة تفوق ال15 يوما. وتتسلح الغواصة بستة أنابيب «طوربيد» صاروخية، من عيار 533 ملم، من نوع «شكافال» الشهير، بالإضافة إلى بطارية صواريخ م/ط من نوع S-N-15 بمداها البالغ 40 كيلومترا لتؤمن حماية كاملة للغواصة ضد الحوامات وطائرات كشف الغواصات ضعيفة الحماية. ومن الدول المرشحة لاستخدام الغواصة الروسية «أمور 1650» كل من سوريا، بمعدل غواصتين، ثم المغرب بمعدل غواصة واحدة، وأندونيسيا التي ما تزال قيادتها العسكرية قيد التفاوض مع الروس. القدس العربي