أبدى عدة وزراء أفارقة مكلفين بالنقل، مشاركين في المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية المقام حاليا بمراكش، رغبة بلدانهم في الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال. وجاء ذلك خلال مباحثات أجراها وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة مساء أمس الثلاثاء مع هؤلاء المسؤولين الأفارقة على هامش أشغال هذا المنتدى المقام تحت الرعاية الملكية (13 – 15 نونبر الجاري). وقال اعمارة في تصريح للصحافة في أعقاب هذه المباحثات، إن المغرب أبدى من جانبه، استعداده لتقاسم هذه التجربة مع هذه البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة. وأوضح اعمارة أن المباحثات مع المسؤولين الأفارقة همت أيضا وضع استراتيجية مشتركة افريقية في مجال السلامة الطرقية وحول احداث المرصد الافريقي في هذا المجال والذي من شأنه العمل على تجاوز النقص المسجل في المعطيات المتعلقة بهذه الآفة على المستوى القاري. وأعرب الوزير ، من جهة أخرى ، عن أمله في أن تتوج أشغال هذا المنتدى بإصدار توصيات ملموسة، سيساهم تطبيقها في بلورة استراتيجية إفريقية مشتركة في مجال السلامة الطرقية. وفي تصريح مماثل، أشار الوزير الإيفواري للنقل أمادو كوني، أن هذه المباحثات شكلت مناسبة لجرد حصيلة التعاون الثنائي في ميدان النقل، قائلا “أنا فخور بتقدم هذا التعاون في إطار مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية الإيفوارية، وفي قطاع النقل، وعلى الخصوص، التعاون على مستوى الموانئ”، مشيرا إلى أن الطرفين يستعدان للتوقيع على اتفاق هام بين ميناء طنجة المتوسط وميناء أبيدجان المستقل. وأضاف “نحن نتطلع لآفاق تعاون في ميدان السلامة الطرقية”، منوها في الآن نفسه بالجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية في مجال السلامة الطرقية، التي تشكل إحدى الانشغالات الهامة بالكوت ديفوار. من جانبه، أوضح الوزير المالي للنقل سومانا موري كوليبالي، أنه التمس دعم المغرب في إطار السلامة الطرقية وتكوين وكلاء ماليين في هذا الميدان، مبرزا أن المملكة وافقت على ارسال فريق إلى مالي من أجل تكوين عناصر تابعة للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية وخاصة في الجانب المتعلق بأمن المدارس. ولاحظ أن المغرب أحرز تقدما في هذا المجال مقارنة مع بلدان افريقية، مضيفا أن وزارة النقل بمالي ستدرس اقتراح السيد عبد القادر اعمارة بشأن تثبيت الرادارات المتنقلة كحل كفيل بتعزيز السلامة الطرقية. يذكر أن عبد القادر اعمارة أجرى مباحثات مماثلة مع الوزير النيجيري للنقل أميتشيى روتيمي، ووزير النقل وتنمية البنيات التحتية لغينيا الاستوائية جواكين إليما بورينغ، والوزير الليبيري للنقل مامويل ولو، ووزير النقل والطيران بسيراليون كابيني مواناما كالو، بالاضافة إلى الرئيس المدير العام لشركة “فينسي” للطرق السيارة ( فرنسا). ودعا وزراء أفارقة مكلفون بالنقل، المشاركون في المنتدى الافريقي الأول للسلامة الطرقية ( 13 – 15 نونبر بمراكش)، إلى الرفع من حجم الميزانية المخصصة للسلامة الطرقية بالقارة. وأبرزوا خلال الجلسة الوزارية حول “التدبير الاستراتيجي والمؤسساتي للسلامة المرورية .. أية حصيلة بافريقيا” التي انعقدت أمس الثلاثاء، أن معظم البلدان الافريقية تعاني من قلة الموارد المالية لتنفيذ استراتيجياتها الوطنية للسلامة الطرقية. وأضافوا خلال هذه الجلسة التي شكلت مناسبة لتقديم استراتيجيات بلدان افريقية خاصة بهذا الموضوع، أن الموارد المالية لا تشكل لوحدها العائق أمام تنفيذ استراتيجياتهم الوطنية، حيث يتعلق الأمر، كذلك، بإشكالية الحكامة على المستوى هذا المجال الحيوي بالنسبة للتنمية السوسيو اقتصادية بالقارة، مؤكدين على أن السلامة الطرقية تبقى أيضا رهينة بالتنسيق الكبير بين مختلف المتدخلين المعنيين. من جهة أخرى، أبدى هؤلاء الوزراء عزم دول القارة الافريقية تغيير الوضعية الحالية وتقليص عدد الحوادث وتعزيز السلامة الطرقية، انطلاقا من وعيها التام بكون حوادث السير تمثل عائقا حقيقيا لبلوغ أهداف التنمية السوسيو اقتصادية المنشودة. وسجلوا أن الدول الافريقية تواجه نفس التحديات في هذا المجال (حالة حظيرة السيارات، الطرق المتهالكة والضيقة، اكراهات التكفل بالسلامة الطرقية، مشاكل انسيابية حركة السير)، مما يتطلب تعزيز التعاون بين بلدان القارة للحد من عدد الوفيات على الطرق بهذه القارة. ودعا الوزراء، أيضا، إلى تحيين القوانين المتعامل بها في هذا المجال، مع الحرص على الخصوص، على تطبيقها وتقوية البنيات التحتية الطرقية، فضلا عن دراسة هذه الآفة وتحديد أسبابها ومخلفاتها للإحاطة بها واستيعابها قصد العمل على الحد من تداعياتها.