مازالت الحكومة المحلية في مدينة مليلية المغربية المحتلة التي تتمتع بحكم ذاتي، تنتظر الرد من طرف رئيس الحكومة الاسبانية، لتقديم تفسيرات حول اقدام السلطات المغربية على اغلاق الحدود الجمركية مع المدينة السليبة لمدة تقارب شهرين، وتكبيد اقتصاد المدينة خسائر قدرت ب”المليارات”. وقالت صحفية “مليلية هوي”، أنه بالرغم من بلوغ شهرين على القرار الأحادي الجانب المغربي بإغلاق الجمارك لم تتحرك حكومة البلدين (اسبانيا-المغرب) لإنهاء ما وصفته ب”الحصار” الذي يقاطع ستة عقود من النشاط التجاري. وأشارت الى أن حكومة الاشتراكي “بيدرو سانشيز” لم تقدم أية أخبار حول طاولة العمل التي اتفق المغرب واسبانيا على إيجاد حل لمشكل الحدود الجمركية، مبرزة انه يتعين على الحكومة الاسبانية تقديم تقرير عن الوضع. ويطالب المسؤول السياسي في مليلية “ماريا ديل كارمن دويناس” عن الحزب الشعبي الاسباني اليميني، من حكومة ” بيدرو سانشيز”، الإجابة على مجموعة من الأسئلة كان تقدم بها، ويطالب الحكومة بتقديم رد كتابي توضح فيه الأسباب التي ترى أنها قد قادت المغرب إلى إغلاق الحدود الجمركية في منطقة بني أنصار. ووفق الصحيفة الاسبانية، فان “ماريا ديل كارمن دويناس” يطرح جملة من الأسئلة ويبحث عن إجابات لها أهمها، “كيف تعتزم الحكومة الاسبانية التعامل مع الوضع الذي حدث بعد إغلاق الجمارك، وما هي الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها مع المغرب لإعطاء هذه المشكلة حلاً “عاجلاً”، بالنظر إلى “الآثار السلبية الكبيرة” التي تسببها في اقتصاد المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي “. واعتبر نواب في الحكومة المحلية لمليلية المحتلة، أن السلطات المغربية أغلقت الحدود التجارية بين المغرب ومليلية، من جانب واحد دون استشارة السلطات الإسبانية”، معتبرين هذا الاجراء كونه “يؤثر على المدينة السليبة بطريقة غير عادية، خاصة وأنها تتمتع بصلات اقتصادية وتجارية مهمة مع المغرب”. ويرى الاسبان أن “العلاقات مع المغرب، على الرغم من كونها ودية، فأنها ليست في أفضل حالاتها”، خاصة وانه تم الغاء الزيارة التي كانت ستجمع بين ملك المغرب والملكة الاسبانية. وكانت صحفية “الفارو دي مليلية”، قد علقت على ان المغرب هزم الديبلوماسية الاسبانية، جون ان تتمكن مدريد من التحرك، في اعتبرت ان حكومة الاشتراكيين تريد ابداء المرونة مع الرباط بعد قرار اغلاق الحدود في وجه التصدير والاستيراد الذي تسبب في أزمة خانقة بالثغر المحتل، في انتظار زيارة رئيس الحكومة الاسباني ‘بيدور سانشيز' الى الرباط لتلطيف الأجواء. وشكل القرار الصادر عن السلطات المغربية، بوقف التصدير والاستيراد عبر ميناء مليلية، ضربة موجعة للسلطات الاسبانية التي وصفته ب”العدائي” والرامي الى ضرب اقتصاد المدينةالمحتلة. ودفع القرار المغربي، السطات الاسبانية الى التلويح بالعديد من الملفات على امل تسوية ملف الجمارك البرية، إذ قالت "إنريكي آلكوبا"، رئيس هيئة مقاولي مدينة مليلية، في تصريح لها للصحافة الاسبانية، إن "حركة البضائع تقلصت بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية". وأضافت قائلة:"ينبغي على السلطات الإسبانية أن تدافع عن مصالحنا، وإيجاد صيغ للتفاهم مع جيراننا (المغاربة) ليس فقط في القضايا التجارية، بل حتى في الفلاحة والإرهاب والهجرة". والى ذلك، قال خوان خوسي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية، إنه "في حال استمرار قرار إغلاق الجمارك البرية، المفتوحة منذ 50 عامًا بطلب مغربي، ستتكبد المدينة خسائر بالمليارات.